مخطط كيسنجر أنزل عن الرفوف وتقسيم المنطقة على نار حامية
لفتت أوساط ضليعة بالكواليس الأميركية لصحيفة “الديار” الى أن “وفق المجريات ان مخطط هنري كيسنجر قد انزل عن الرفوف في مراكز صناع القرار ووضع على نار حامية تؤدي في المحصلة لتقسيم المنطقة. فالمخطط الكيسنجري لم تنفد صلاحياته بعد، وان المتطرفين في صناعة القرار الاميركي والمرتبطين مباشرة باللوبي الصهيوني يدفعون منسوب تصعيد الاقتتال في سوريا كحلقة اخيرة كانت تشكل عقدة الممانعة في صد المخطط المذكور، ومع سقوط النظام السوري تصبح الحلبة نظيفة امامهم بعد زوال آخر عقبة في وجههم”.
وأوضحت الاوساط أن “الاحداث التي غيّرت وجه المنطقة بدءا من تونس مروراً بليبيا وصولاً الى مصر عبوراً الى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، هي عبارة عن سلسلة حلقات مرتبطة ببعضها البعض، واذا كانت الورشة الاميركية قد نفذت الانتفاضات دفعة واحدة، فان الادارة الاميركية بدأت تفرز الحلقات واحدة تلو الاخرى لمعالجتها جميعاً بالتقسيط وبالدور وفقاً للاولويات في المصالح الاميركية في المنطقة وأن دول الخليج لن تسلم من هذه اللعبة الجهنمية وأن واشنطن لم تحرك الاحداث فيها كون دورها لم يحن بعد ولأنها ضرورة نفطية لها من جهة، وكونها لا تشكل خطرا على اسرائيل من جهة أخرى، وهذا ما يفسر قمع الحوثيين اليمنيين عندما اجتاحوا مناطق متاخمة للسعودية، وضرب الانتفاضة الشعبية العارمة في البحرين”.
ورأت الاوساط ان “الفوضى البناءة” وفق التوصيف الاميركي “قد حققت عدة انجازات وفق الاجندة الاميركية وفي طليعتها احلال الامن الذاتي لدى المركبات الاجتماعية للدول التي اجتاحتها الفوضى المذكورة”.
وأشارت الى أنه “ضمن هذا المشهد السوداوي في المنطقة يبقى لبنان البلد الاقل تضررا قياسا على البلدان التي اجتاحتها الحرائق الا ان المظهر الفعلي يكمن في دخول الجمهورية عهد الفراغ”، معتبرة أن “شغور الموقع المسيحي الاول في الدولة جاء نتيجة طبيعية للفولكلور المحلي حيث تعود اللبنانيون على الفراغ في هذا المركز، ولكن الخطورة تكمن في ان يقدم رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون على اطاحة حكومة تمام سلام، كردة فعل على اجتماعاته برئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري وانفتاح “التيار البرتقالي” على التيار الازرق، حيث توقع الجنرال التفافاً من تيار المستقبل في اتجاه انتخابه كمرشح توافقي، الا ان الامر لم يحصل واذا ما تمت الاطاحة بالحكومة فسينسحب الامر شللا على المجلس النيابي وسط الخلاف على احقيته في التشريع في فترة الشغور المرشحة للاستطالة في ظل “الكباش” الاقليمي الدولي واستحالة الرهان على توافق في الامد المنظور وقد برز ذلك من خلال “الفيتو” الروسي ـ الصيني في مجلس الامن حول احالة المجريات السورية الى المحكمة الجنائية الدولية، لتبقى الجمهورية في خانة “سارحة والرب راعيها”، بعدما باتت عملية التسلم والتسليم بين الخلف والسلف من الماضي البعيد، وهذا ما حصل في عهد الرئيس الياس الهراوي الذي لم يتسلم الجمهورية من احد اثر استشهاد الرئيس رينيه معوض وكذلك الرئيس اميل لحود الذي غادر القصر كما غادره سليمان مفسحاً للغبار اشغال الكرسي الاولى الا ان يقدر الله امراً كان مفعولاً”.
صحيفة الديار اللبنانية