مخطط خارجي ظاهره إستهداف الكاظمي وباطنه ضرب المقاومة
وكالة مهر للأنباء –
رامين حسين اباديان:
انتشر خبر إستهداف الطائرة المسيرة لمنزل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، صباح يوم الاحد.
في البداية تحدثت وسائل الاعلام عن سماع دوي انفجار واطلاقٍ للرصاص في المنطقة الخضراء في العراق، وأفيد لاحقاً أن الأصوات التي سمعت من المنطقة الخضراء كانت مرتبطة بغارة بطائرة بدون طيار استهدفت منزل الكاظمي.
ونشر رئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي” شريط فيديو لنفسه بعد الهجوم، قال فيه ” أنا بخير والحمد لله، وادعو الى التهدئة وضبط النفس من الجميع، من اجل العراق”.
وأثار الحادث ردود فعل عديدة في العراق، وعلّق ” ابو علي العسكري” القائد الامني لكتائب حزب الله العراقي، على محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، وصف من خلاله مؤامرة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بأنها “خطوة دراماتيكية”، وكتب: “ممارسة دور الضحية اصبح من الاساليب البالية التي اكل عليها الدهر وشرب”. واكد انه لا أحد في العراق لديه حتى الرغبة لخسارة طائرة مسيرة على منزل رئيس وزراء سابق.
وأضاف: “إذا كان هناك من يريد الإضرار بهذا المخلوق الفيسبوكي فتوجد طرق كثيرة جدا، أقل تكلفة وأكثر ضمانا لتحقيق ذلك، ومما يثير السخرية أنه يدعو إلى ضبط النفس والتهدئة، فمن يا ترى عليه ان يقلق، ومن فقد السيطرة على نفسه”.
العراق يواجه حالياً مشروعاً أجنبياً هدفه الرئيسي خلق حالة من انعدام الامن والفوضى في هذا البلد
ورد “مقتدى الصدر” زعيم التيار الصدري في العراق، على الغارة التي تم شنها على منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، داعيا الجيش العراقي والقوات الامنية الى الاخذ بزمام الاور على عاتقها حتى يتعافى العراق ويعود قويا.
ونوه الى ان محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية هو استهداف للعراق وشعبه وأمنه واستقراره وإرجاعه لحالة الفوضى لتسيطر عليه قوى اللادولة ليعيش العراق تحت طائلة الشغب والعنف والإرهاب.
ومن جهة اخرى، اكد رئيس اقليم كردستان “نيجيرفان بارزاني” في كلمة له، على ان هجوم الطائرات المسيرة على المنطقة الخضراء يهدد السلام والاستقرار في العراق، ويبدو ان الوضع الامني في المنطقة الخضراء مستقر. وفي هذا الصدد، اكد “يحيى رسول” المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية على ان الوضع الامني في المنطقة الخضراء تحت السيطرة وانه لا توجد مشاكل في المنطقة حاليا.
والواضح ان العراق يواجه حالياً مشروعاً اجنبياً، هدفه الرئيسي خلق حالة من انعدام الامن والفوضى في هذا البلد.
وعليه فان الغارة التي تم شنها على منزل مصطفى الكاظمي تشبه سلسلة الهجمات التي لطالما استهدفت المنطقة الخضراء والمواقع الدبلوماسية فيها. خلال الفترة الماضية، تم تحديد الاطراف الاجنبية، بقيادة الامريكيين، على انهم الجناة الرئيسيون في الهجمات على المراكز الدبلماسية في بغداد.
الخبراء السياسيين والمراقبين يرون أن سيناريو الهجوم على منزل الكاظمي هو من جهة محاولة لزعزعة استقرار العراق وفرض نتائج الانتخابات البرلمانية على الشعب العراقي، ومن جهة أخرى، هو تكتيك اتهام المقاومة وزيادة الضغط عليها
وحتى الآن، لا يمكن ان يكون الهجوم على منزل الكاظمي غير مرتبط بالدور الذي تلعبه الاطراف الاجنبية واجهزة المخابرات التابعة لها. كما ذكرنا، فإن احد الاهداف الرئيسية لهذا المشروع هو زعزعة استقرار العراق، وبالطبع عند تحليل هذه الحادثة يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار تعليقات التيارات العراقية التي تعتقد ان الكاظمي يبحث عن عرض لزيادة شعبيته، وايضا لصرف الرأي العام عن الاحتجاجات على نتائج الانتخابات.
كما ان رد الفعل السريع لبعض التيارات الموالية للغرب في ادانة هجوم الطائرات المسيرة على منزل الكاظمي واتهام فصائل المقاومة بالتورط في هذا العمل امر يثير الشكوك.
ويتمثل الهدف الآخر لخلق الفتنة في صرف الرأي العام عن الاحتجاجات الواسعة ضد نتائج الانتخابات البرلمانية، ومن الواضح ان اولئك الذين قرروا تنفيذ سيناريو هجوم بطائرة مسيرة على منزل الكاظمي في مراكز ابحاث اجنبية سعوا الى تهميش الاحتجاجات الشعبية الواسعة ضد نتائج الانتخابات وطمسها بحادث اكبر حتى لا تسفر هذه الاحتجاجات عن الوصول الى ما تريد.
اضف الى ذلك ان واحد من اهم الاهداف للاطراف الخارجية والمُتآمرين معهم من الداخل يتمثل في الحاق التهم والصاقها بفصائل المقاومة، كما حدث قبل سنوات في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني “رفيق الحريري” والذي اتُهمت فيه المقاومة بلعب دور في عملية الاغتيال.
ان الخبراء السياسيين والمراقبين يرون ان سيناريو استهداف منزل الكاظمي هو من جهة محاولة لزعزعة استقرار العراق وفرض نتائج الانتخابات البرلمانية على الشعب العراقي، ومن جهة اخرى هو تكتيك لاتهام المقاومة وزيادة الضغط عليها.