محاولة استهداف عون: الرسالة وصلت.. لكنها طائشة
صحيفة البناء اللبنانية ـ
هتاف دهام:
لن تكون تداعيات ما بعد محاولة الاغتيال التي تعرّض لها رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون بالقرب من جامع بهاء الدين الحريري في صيدا، كما قبلها. وعلى الرغم من أنّ زيارة العماد عون إلى جزين مرّت على خير، ومحاولة الاغتيال التي استهدفته لم تنجح، والرصاصة الطائشة اقتصرت شظاياها على موكبه الوهمي، إلا أنّ الرسالة وصلت كما يقول مقرّبون، لكنها لن تلقى آذاناً صاغية عند التيار الوطني الحرّ وحلفائه الذين لن ينكفئوا، ولن يقفوا متفرّجين على مَن يريد ضرب استقرار لبنان وتغيير صبغته وزرع الفتنة بين أبنائه.
أوساط مطلعة ومقربة من الرابية، تشير إلى «أنّ ما جرى مع العماد عون رسالة إلى الاستقرار والأمن، ولإبراز صورة لبنان البلد غير المستقرّ، وأنّ حالة اللاستقرار لا تقتصر فقط على شمال لبنان، بل تمتدّ إلى جنوبه أيضاً.
وتلفت هذه الأوساط إلى «أنّ فريق «14 آذار» مستمرّ في سياسة زعزعة الأمن، فلبنان في مرحلة حساسة ودقيقة، ويعيش مرحلة متفجّرة تتسم بعدم الاستقرار على المستويين الداخلي والإقليمي، لا سيما في ظلّ ما يجري في سورية، وبالتالي الغاية من هذه العملية دفع الوضع اللبناني إلى الانهيار.
وتؤكد «أنّ فريق «14 آذار» يريد التأكيد على أنّ منطقة صيدا هي غيتو غير آمن، خصوصاً، أنّ النقطة التي استهدف فيها موكب العماد عون الوهمي، هي نفسها التي كانت تستهدف فيها قوات اليونيفيل، فضلاً عن اعتصام أحمد الأسير الذي أثار القلق في النفوس. ووصل الأمر عند البعض إلى القول: «إنّ اسم جامع بهاء الدين الحريري بات مقترناً بقطع الطرقات والإرهاب».
أما الأهمّ بحسب هذه الأوساط هو توجيه رسالة إلى الجنرال عون بضرورة البقاء في مقرّه، فتحركاته باتت مرصودة وتحت المراقبة، وهذا نوع من التهديد لكفّ العماد عون عن القيام بجولات الى المناطق اللبنانية كافة، لا سيّما أن المرحلة المقبلة ستشهد بطبيعة الحال جولات إلى أماكن وجود مناصري التيار الوطني الحر من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، تحضيراً لانتخابات 2013 ، ما يساهم برأي هؤلاء في التخفيف من التجييش الشعبي لتياره.
أما أوساط حزب الله فتؤكد «أنّ العماد ميشال عون هو مركز الثقل في انتخابات 2013، والتحدي كما بات معروفاً، سيكون تحديداً على المستوى المسيحي من دون غيره، فالعماد عون يترأس أكبر تكتل نيابي مسيحي، وعليه، فإنّ الانتخابات ستكون قاسية في وجه جماعة «14 آذار»، وعلى الأخصّ «القوات» التي لا تتكئ إلى تمثلها الشعبي المحدود بقدر ما تتكئ إلى الدعم المالي الكبير والغطاء السياسي من حلفائها في الداخل والخارج.
وتعتبر الأوساط أيضاً أنّ المحاولة التي باءت بالفشل هي رسالة إنذار إلى العماد عون نتيجة مواقفه من الأوضاع التي تشهدها سورية، والتي تعدّ الأقرب إلى مواقف الفاتيكان التي أكدها البابا خلال زيارته إلى لبنان، لجهة ضرورة بقاء المسيحيّين في المشرق، ومنع تدفق السلاح إلى سورية، هذا فضلاً عن تكرار العماد عون للعبارة التي لا تعجب الفريق الآذاري أنّ النظام في سورية لن يسقط، وأن الرئيس بشار الأسد باق، واعتباره أن تغيير النظام في سورية قد يقضي علينا وعلى لبنان، لأنّ الأنظمة التي يأتي بها ما يسمّى «الربيع العربي» يعود تفكيرها إلى القرن الرابع عشر».
واستغربت الأوساط «الصمت الخبيث لدى فريق «14 آذار» الذي يا ليته لم يستنكر أو يدين ما حدث فقط، بل إنّ الوقاحة وصلت عنده الى اعتبار محاولة الاغتيال عملية تسويق لفيلم الجنرال الانتخابي».
وسخرت هذه الأوساط من ادعاء البعض بـ»أن هذه المحاولة هي لخلق توازن بين ما حدث لرئيس «القوات» سمير جعجع الذي كان يقطف (زهرة) والنائب بطرس حرب، وأكدت أنّ هذا الكلام شيطاني، وكأن البعض يريد أن يقول: أخطأ الفريق الآخر عندما تعاطى مع الأمر باستخفاف».
كما استهجنت تعمّد بعض المصادر الأمنية، وبصورة عاجلة جداّ، التشكيك بحصول الامر، ما يجدّد التأكيد أن هذه المصادر تتبع إلى جهة أمنية منحازة وتنفذ أجندة سياسية بعيدة عن المهام المنوطة بها، خصوصاً انّ المرجع الفعلي للأجهزة الأمنية كلها هو وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل الذي أكد استهداف موكب الجنرال عون، والذي تكتمت عنه أوساطه في الدقائق الأولى لأسباب أمنية، فهو كان لا يزال في طريق عودته إلى الرابية.