مجهولون يحاولون جر دمشق وريفها على خطى درعا والسويداء
وكالة أنباء آسيا-
سامر الخطيب:
في ظل تصاعد الأزمات الاقتصادية وانهيار سريع للعملة السورية، رصد بعض الأهالي صباح اليوم في بعض المناطق بريف دمشق عبارات جدارية مناوئة للحكومة السورية، خطها مجهولون على جدران مدينة الكسوة والحجر الأسود. حيث انتقدت بعض العبارات الغلاء والفساد في البلاد، في ظل الوضع المعيشي السيء وفقدان المحروقات وانعدام القدرة الشرائية للمواطنين.
وشهدت تلك المناطق استنفاراً أمنياً، تحسبا من أي استغلال للأوضاع الاقتصادية السيئة والأوضاع الأمنية في محافظات أخرى كدرعا والسويداء لجر العاصمة دمشق للدخول في دوامة الفوضى والتخريب .
وتتصاعد أزمة المحروقات، يوما بعد آخر، حيث بلغ سعر الليتر من البنزين نحو 20 ألف ليرة سورية خارج الدعم الحكومي في ظل غياب الأخير، وبروز دور القطاع الخاص عبر شركة B.S التي تملكها شركة “القاطرجي”.
يتزامن ذلك، مع استمرار توريد المشتقات النفطية من إيران عبر البواخر، واستمرار تدفق المحروقات من مناطق “قسد”، بالإضافة إلى المازوت القادم من غرب الفرات.
ويعيش المواطنون في ظروف قاسية، في ظل قلة فرص العمل وانخفاض مستوى الدخل، لاسيما العاملين في القطاع الحكومي، حيث لا تزال المرتبات الشهرية أقل من 150 ألف ليرة سورية، أي أنها لاتشتري 8 لتر بنزين.
وتوقفت سيارات النقل العام عن العمل لعدة أيام، نتيجة عدم توفر المحروقات، كما خفضت شركات النقل عدد الرحلات بنسبة كبيرة، لذات الأسباب، في حين ارتفعت الأجور بشكل لافت، عن الفترة الماضية.
وينتظر عشرات المواطنين عند المواقف والمحطات الرئيسية في دمشق والمدن الرئيسية، نتيجة عدم وجود مواصلات عامة، في حين يضطرون للتوجه إلى “التاكسي” بأجور مرتفعة جدا.
ولا يزال التيار الكهربائي مقطوعا عن كثير من المناطق في ريف دمشق، في حين طبق تقنين حاد في دمشق والمناطق المحيطة بها، ومع عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل المولدات خلال فترة انقطاع الكهرباء، انخفض أداء شبكة الهاتف الأرضي وشبكة اللاسلكي والانترنت الأرضي، والأبراج التي تتغذى عبر الطاقة الشمسية خرجت عن الخدمة تقريبا بسبب الطقس الغائم.
وتغلق المحلات التجارية والأسواق أبوابها في معظم أحياء دمشق مع مغيب الشمس كل يوم، بسبب عدم توفر وقود لتشغيل المولدات أو شحن البطاريات. كما أغلقت الأفران الخاصة “الخبز السياحي”، بعد أن خفضت إنتاجها تدريجيا، بسبب عدم وجود كميات كافية من المازوت لتشغيل معدّاتها. وكذلك، المطاعم اقتصر عملها على المشويات والطعام البارد بسبب عدم توفر المحروقات والغاز.