مجموعات مسلحة ومدربون و”تطبيع نفسي”.. بصمات “إسرائيلية” في سورية
مجلة الثبات اللبنانية ـ
أنقرة – الثبات:
تتوالى “البصمات الإسرائيلية” في الملف السوري على الظهور، لتتكشف صورة أوضح عن حقيقة ارتباط الكثير من قوى “المعارضة” السورية بالكيان “الإسرائيلي” ومغازلته سراً في البداية، ثم التجرؤ على ذلك علناً.
فمنذ الأيام الأولى للأزمة في سورية، برزت أصوات معارضة تقول بضرورة “طمأنة إسرائيل” للحصول على مباركتها، التي تسهل بدورها الحصول على الرضى الأميركي ثم الغربي عموماً، باعتبار أن “أمن إسرائيل” هو القاسم المشترك بين هؤلاء، وبالتالي فإن طمأنتها عامل أساسي للفوز بمبتغاهم في إطاحة النظام.
وقد كشف مصدر في ائتلاف “القائمة العراقية” التي يرأسها إياد علاوي مؤخراً، أن الحكومة “الإسرائيلية” طلبت من دول غربية، في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، الحصول على ضمانات من “الائتلاف السوري المعارض”، تتعلق بضمان الهدوء في مرتفعات الجولان المحتلة بعد سقوط النظام، قبل اتخاذ أي خطوات جدية وكبيرة لمساندة الثوار السوريين بالسلاح والأموال.. وقال المصدر إن دوائر “إسرائيلية” تحركت في الأسبوعين الماضيين باتجاه تركيا ودول عربية، وطلبت منهم المساعدة في إقناع ما يسمى “الجيش الحر” بلعب دور فعّال لضمان هدوء جبهة الجولان، مقابل أن تدرس تل أبيب إمكانية القيام بعملية إعادة انتشار في الجولان، وتنفيذ انسحاب جزئي منها من دون اتفاق سلام.
وتحت شعار أن “إسرائيل لم تفعل ما فعله النظام”، يواصل العديد من قادة المعارضة تسويق فكرة التواصل مع “إسرائيل”، وبعد فضيحة ظهور المعارضة السورية بسمة قضماني على التلفزيون الفرنسي لإعلان حق “إسرائيل” بالوجود وضرورة التفاهم والتعايش معها، كانت الفضيحة الأكبر أن قضماني لم تُطرد من مجلس اسطنبول الذي يهيمن عليه “الإخوان”، بل استمرت في موقعها في “المكتب التنفيذي”، قبل أن يطاح بها لأسباب أخرى تتعلق بالصراعات الداخلية على النفوذ من أشهر قليلة.
وتقول معلومات مؤكدة من الداخل السوري، إن وحدات “إسرائيلية” موجودة بالفعل في الشمال السوري انطلاقاً من الحدود التركية، فيما تبدو الأردن أكثر تردداً في السماح لها بنشاط واسع في جنوب سورية، ويقوم مدربون عسكريون “إسرائيليون” – ذوو جنسيات أوروبية – بالعمل مع المقاتلين وتدريبهم، والقتال معهم أحياناً، كما تقول مصادر قريبة من المسلحين.
أما “المعارضة” السورية ثويبة كنفاني فطالبت في مقابلة أخرى مع صحيفة يديعوت أحرونوت بـ”دعم إسرائيل للمقاومة السورية المسلحة والجيش السوري الحر على وجه التحديد، للإطاحة بالنظام”، وفي حوار أجرته من مدينة تورنتو الكندية، أكدت كنفاني أن المعارضة السورية ستتحالف مع “الشيطان” إذا قدّم إليها الدعم اللازم لإزاحة النظام السوري من مقعد الرئاسة.
وقالت كنفاني إن “العديد من كوادر المعارضة تتردد كثيراً عند الحديث لوسائل إعلام “إسرائيلية”، على خلفية اتهام “إسرائيل” بدعاوى خالية المضمون أرساها حافظ الأسد لدى السوريين، إذ بدا الأخير كأنه يدعم المقاومة ضد “الإسرائيليين”، في وقت لم يطلق فيه رصاصة واحدة عليها من أجل تحرير الجولان المحتل”، وأوضحت كنفاني أنها احتكت بعدد ليس بالقليل من عناصر المعارضة السورية المسلحة، ولمست لديهم فكراً مماثلاً لفكرها حول علاقة نظام الأسد الأب والابن بـ”إسرائيل”، وأضافت: “لسنا أعداء للإسرائيليين، ولن نتصادم مع الدولة العبرية، غير أنه إذا واصلت “إسرائيل” دعمها للأسد، فستخسر أصدقاء سيكونون موالين لها أكثر من الأسد وأركان نظامه”.
وتابعت: “لدينا مثل شعبي عربي يقول: يا جاري أنت في بيتك وأنا في بيتي.. فالمقاومة السورية المسلحة والسوريون بشكل عام يجمعون على هذا المثل، الذي يعني أن الثوريين السوريين ليس لهم شأن بإسرائيل، فالأسد خدعنا، وتعامل معنا كمجانين في كل ما روّج له حول هضبة الجولان خلال 41 عاماً، ولكننا نرغب في أن نعيش بسلام، وأن يكون لكل منا بيته، ولقمة عيش نستطيع أن نربّي بها أطفالنا، فلن يكون لنا ضلوع في حرب من الآن مع إسرائيل وإلى الأبد”.