مجلس الشيوخ يؤيد إنهاء الدعم الأمريكي للسعودية ويحمل ولي العهد “المسؤولية” عن مقتل خاشقجي
صوت مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري، يوم الخميس لصالح إنهاء الدعم العسكري الأمريكي للعملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، وحمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “المسؤولية” عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وبعد التصويت (56 صوتا مقابل41) علي مشروع القرار بشأن النزاع في اليمن، أقر مجلس الشيوخ بالإجماع قرارا منفصلا يحمل ولي العهد السعودي المسؤولية عن مقتل خاشقجي ويحث المملكة العربية السعودية علي محاسبة كل المسؤولين عن وفاته.
وفي القرار الأول، أوصي المشرعون بوقف الدعم الحكومي الأمريكي للعملية التي تقودها السعودية في اليمن، علي الرغم من الإحاطات التي قدمها كبار المسؤولين مثل وزير الخارجية مايك بومبو ووزير الدفاع جيمس ماتيس الشهر الماضي.
وفي القرار الثاني، أعرب مجلس الشيوخ عن اعتقاده بأن ولي العهد السعودي “مسؤول عن قتل” خاشقجي، وحث الحكومة السعودية علي “ضمان المساءلة المناسبة”.
وجاء تصويت أعضاء الحزبين وسط غضب متزايد في الكابيتول هيل من ارتفاع الخسائر في صفوف المدنيين في اليمن واستنتاج مسؤولي المخابرات الأمريكية بأن ولي العهد السعودي كان علي الأقل علي علم بعملية قتل خاشقجي.
وقال السيناتور المستقل بيرني ساندرز، الذي شارك في تقديم قرار اليمن مع السيناتور الجمهوري مايك لي، إن التصويت أظهر رأي مجلس الشيوخ وهو أن “المسؤولية الدستورية عن شن الحرب تقع علي عاتق الكونغرس الأمريكي”.
وأضاف أن التصويت يقول لحكومة المملكة العربية السعودية “إننا لن نكون جزءا من مغامراتهم العسكرية. لذا دعونا نمضي قدما اليوم ونقول للعالم أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تظل جزءا من أسوا كارثة إنسانية علي وجه الأرض”.
وقُدم القرار الذي يدين دور السعودية في وفاة خاشقجي من قبل أعضاء بالمجلس مثل رئيس لجنة العلاقات الخارجية بوب كوركر وزعيم الأغلبية ميتش ماكونيل، وكلاهما جمهوري.
وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن القرارين يعتبران رمزيين إلى حد كبير حيث أنه من غير المرجح أن يمررهما مجلس النواب أو يوافق عليهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأطلع بومبيو وماتيس المجلس بالكامل علي العلاقات الأمريكية- السعودية، وخاصة الصراع الدائر في اليمن، وقضية خاشقجي في استجواب سري.
واختفي خاشقجي منذ دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر. وقالت السلطات السعودية إنه توفي في “شجار” في القنصلية، ونفت مزاعم بأن يكون ولي العهد السعودي قد أمر بقتله.
وبعد الإفراج عن نتائج تحقيقاتها الأولية، أعلنت النيابة العامة السعودية عن اعتقال 18 سعوديا على صلة بعملية القتل.
وحث الكونغرس الأمريكي علي إجراء تحقيق شامل في مقتل الصحفي، وهدد باتخاذ مزيد من الإجراءت ضد المملكة مثل العقوبات وتعليق المساعدات العسكرية، في حال لم يتم محاسبة المسؤولين.
ومع ذلك، ترددت إدارة ترامب في فرض مزيد من العقوبات على الحكومة السعودية. وقال بومبيو في مقالة حديثة إن وفاة خاشقجي”زادت من الخلافات في الكابيتول هيل وتركيز وسائل الإعلام”.