مجاهد في الكلمة
صحيفة الديار الأردنية ـ
سليم السراي:
لم يكن الصحفي مروان سوداح وزيراً في جمهورية العراق , لكي اكتب اليه هذه الرسالة , حتى أرجو عطفه في أمر من مشاغل الحياة , واتقرّب إليه زلفى من أجل تعيين أحد الأقرباء أو الاصدقاء .
ولم يكن الصحفي مروان سوداح أحد أفراد العائلة المالكة أو وزيراً في المملكة الاردنية الهاشمية, لكي ارسل اليه هذه الكلمات تقرّباً اليه , وأتأمل منه منحي الجنسية الاردنية أو حق اللجوء الانساني .
ولكن !…
وجدته؛ يجاهد الذين يخونون الله في قدسيته , ويعيش قلمه ماسكاً طريق كلمة الصواب , وقد علّق روحه على الصليب , لا يعبأ إن دُفن حياً أو يُدفن ميّتاً , من دون أن يخشى القلق أو الخوف , وهو يمد بصره في آفاق ضياع من الجمود الانساني . ومع ذلك فإلى أي مدى يستطيع أن يَخترق جدار حُكم الغابة , والى أي مدى يمد خياله في وفاق الوحدة الانسانية , وقد أجتمعت على مائدة الوحدة , وأبتعدت عن الفرقة التي يَمقتها الله في عُلاه .
إنها أمنية وحلم يحاول ان يسترها بثوب العزة , بعد ان مزّق الدجالون ثوبها ودنّسوا مجد قداسة طهارتها , فما هي الا وثبة في مصب قوم قد أختنقت بهم الانفاس , وشاهت مسار بوصلة الرأي فيهم عن محياها , لكن ؛ اشراقاته وسوادها الخصيب التي تجاوزت امتداد الصحارى وما وراءها , تعثر بها ركابها , فمسح شفرة القلم وأودعه غمده , ونادى بين صحابته ” آسف … لقد إنكسر ظهري ” .
يا للأسف ؛ ! ..
أن ينكسر ظهر كلمة الحق , وتبقى خيول الباطل المنبوذة تجول في ميادين الانسانية العاتية .. فيما راحت عيون المنافقين تراقب القدر من فوق التلال , فأي الفريقين تدك الصواعق أديمه , كانوا لمن ربح المنازلة جنوداً واعواناً , وهل لراية الحق أن تزول ؟ وأصحابها باعوا الدنيا بكفن , قد وثبت قلوبهم الى حناجرهم , وهم يتسابقون الى الموت في قطرة دم واحدة .
وهل تطيب نفوس المنافقين ؟ ؛ كأنما التأم العزم فيهم , وهل يحسبون أن لا ينالهم مُقتحم ؟ , فيهد بهم الرمضاء من تحت جثثهم , أو لن يرسل الله عليهم حاصباً , فيجعل جمعهم في شتات ؟ , وهم يفزعون من مساكنهم لاهثين خارج أسوار المَوَاطِنِ , وقد قعى كل واحد منهم على ذيله , وهو يلعق جراحاته من كثرة ضرب الفؤوس على الهامة , والحيرة تنفث في أنفاسه المختنقة !.
· كاتب من العراق الشقيق.
– كاتب من العراق الشقيق.