متاريس السياسة ترتفع.. فهل يطول الشغور الرئاسي لسنوات؟
وكالة أنباء آسيا-
زينة أرزوني:
تحركت المياه الراكدة في ملف الانتخابات الرئاسية، بالحجر الذي رماه بداية رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر اعلان دعمه ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، ليلاقيه فيما بعد امين عام حزب ال له السيد حسن نصرال له بالاعلان صراحة ورسمياً عن دعم “المرشح الطبيعي” للثنائي، ما ينقل المبارزة الرئاسية الى طور جديد، يعكس تبدلاً واضحاً في قواعد اللعبة.
الأوراق الرئاسية التي اختلطت مع هذا الاعلان للثنائي، قد تكون بحسب مصادر مطلعة هي لقطع الطريق امام سفراء الدول الخمس الذين لا يزالوا ينقلون رفض بلادهم وصول رئيس للجمهورية مقرب من الثنائي الشيعي، اضافة الى رفعهم عصا العقوبات على الشخصيات والاحزاب التي يزعمون انها تعرقل الانتخابات.
ورأت المصادر ان اعلان دعم فرنجية صراحة، قطع الطريق امام اي اسم ثالث، خصوصاً بعد شطب اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون نتيجة فيتو الثنائي والذي عبّر عنه رئيس مجلس النواب بوضوح من خلال إلصاق ترشيحه بالحاجة إلى تعديل دستوري يصعب تحقيقه.
وأكدت المصادر انه في الايام المقبلة سترتفع المتاريس السياسية أكثر فأكثر، وتعصب كل فريق لمرشحه سيصعّب خرق هذه المتاريس، مرجّحة ان امد الشغور الرئاسي قد يطول لسنوات وسط هذه التحديات والضغوطات الداخلية والخارجية.
ويوضح اصحاب نظرية الشغور الطويل الامد، ان الكتلتين المسيحيّتين الأبرز تعارضان انتخاب فرنجية رئيساً، ومعهما كتلة الكتائب ونوّاب مستقلّين، لافتين الى ان بكركي تعارض انتخابه أيضاً، ما يُفقده بعضاً من شرعيّة مسيحيّة، معتبرين ان الرهان على تبدل الموقف السعودي بشأن فرنجية غير وارد حالياً على الرغم من التقارب السعودي السوري الذي بدأ يطفو مؤخراً على الساحة السياسية، مؤكدين ان فرصة سليمان فرنجية لا تزال مطوقة بدفتر الشروط السعودية والاميركية.
وهذا ما ظهر من خلال مسارعة السفير السعودي وليد بخاري إلى التغريد قائلاً إنّ “ظاهرة التقاء الساكنين في الاستحقاقات البنيوية تقتضي التأمل لتكرارها نطقاً وإعراباً، وخلاصة القول هنا: إذا التقى ساكنان فيتم التخلص من أولهما؛ إمّا حذفاً إذا كان معتلاً، أو بتحريك أحدهما إن كان الساكن صحيحاً”، ويفهم من ذلك بحسب المتابعين أنّ قاعدة الترشيحات لا تزال وفق السعودية، وان التسوية لا زالت بعيدة.
اما جولة بخاري على المسؤولين اللبنانيين، والتي إستهلها بزيارة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، كان اللافت فيها هي المسحة التفاؤلية التي عبر عنها بخاري تجاه الأوضاع المستقبلية في لبنان.
وكشف مدير مكتب الإعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي في بكركي، المحامي وليد غياض، أن السفير السعودي استعمل كلمة “متفائل جداً”، وجزم أنه لم يُستبعد أي إسم مرشح، لكن الحديث بالمواصفات يبين أن لبنان بحاجة لشخصية يتمتع بها في هذه المرحلة.
في غضون ذلك، ترى مصادر ان خطوة الثنائي جاءت لوضع النقاط على الحروف، معتبرة انها جاءت لدحض الاتهامات التي توجَّه إليه بالدرجة الأولى بتعطيل الاستحقاق الرئاسي، في حين أنّ لدى هذا الفريق مرشحا جدّياً يسعى بكل ما أوتي من سبل لإيصاله إلى بعبدا، وهو يبذل كلّ الجهود الممكنة في سبيل تحقيق هذا الهدف، من خلال تسوية تتيح انتخابه رئيسا للجمهورية.
وثمّة من يرى في إعلان بري ونصر ال له دعم ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية رميًا للكرة في ملعب الفريق الآخر، خصوصا في ظلّ تلويح هذا الفريق بتعطيل أيّة جلسة انتخابية إذا ما كانت ستفضي لفوز فرنجية.