ما هي وثيقة إعلان القدس وأهميتها لإسرائيل
وكالة أنباء آسيا-
شيماء ابراهيم:
وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الخميس في القدس المحتلة -خلال ثاني أيام جولته بالمنطقة- اتفاقا مشتركا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أطلق عليه “إعلان القدس” للشراكة الإستراتيجية.
ويهدف الإعلان إلى التزام واشنطن بأمن إسرائيل والحفاظ على التفوق العسكري النوعي لتل أبيب، وعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، والالتزام ببناء هيكل إقليمي لتعميق علاقات إسرائيل وشركائها ودمجها في المنطقة، وتوسيع دائرة السلام لتشمل دولا عربية وإسلامية أخرى.
الأمر الذي نددته به الفصائل الفلسطينية.معتبرة أنه يمثل عدوانا على الشعب الفلسطيني وحقوقه.
وبحسب الإعلان تدعم الولايات المتحدة بقوة تنفيذ بنود مذكرة التفاهم التاريخية الحالية البالغة 38 مليار دولار بالكامل (تم توقيعها عام 2016)، والتي تحترم التزام الولايات المتحدة الدائم بأمن إسرائيل، فضلا عن قناعتها بأن مذكرة التفاهم اللاحقة يجب أن تعالج التهديدات الناشئة والحقائق الجديدة.
وتطرقت الوثيقة إلى الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وجاء فيها أن “الولايات المتحدة وإسرائيل تتعهدان بمواصلة البحث في التحديات والفرص في العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية”، وأن الدولتين تنددان بالعمليات الفلسطينة المسلحة الأخيرة.
وتابعت الوثيقة أن بايدن “يؤكد مجددا تأييده الطويل والمتواصل لحل الدولتين ودفع واقع يكون بإمكان الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء الاستفادة بقدر متساو من الأمن والحرية والتطور”.
وجاء أيضا أن “الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية وجهات إقليمية ذات مصلحة لمصلحة هذا الهدف”. وكتب بايدن ولبيد في الوثيقة أن لديهما التزاما مشتركا تجاه “مبادرات تعزز الاقتصاد الفلسطيني وتحسين جودة حياة الفلسطينيين”.
وتعهدت الولايات المتحدة من خلال الوثيقة بزيادة المساعدات لإسرائيل في الدفاع من الصواريخ، وبحيث يتجاوز ذلك الدعم الحالي، إذا طرأت “ظروف استثنائية”، مثل عدوان على غزة.
وشددت الوثيقة على “العلاقات غير القابلة للتقويض” بينهما، “وعلى التزام الولايات المتحدة المتواصل بأمن إسرائيل، وأن الولايات المتحدة “تكرر التزامها الصلب بالحفاظ وتعزيز قدرات إسرائيل من أجل ردع أعدائها والدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد أو مجموعة تهديدات”.
واتفق الجانبان في الوثيقة على محاربة معاداة السامية ومحاولات مقاطعة إسرائيل ومحاولة “نفي حقها في الدفاع عن نفسها، أو تمييزها بصورة غير نزيهة في أي هيئة، بمن فيها الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية”. وأضافا أنهما يعارضان حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها (BDS).
وعبر الجانبان عن قلقهما من الهجمات في أوكرانيا، واتفقا على التزامهما “بسيادة وسلامة الأراضي الأوكرانية” وأهمية تقديم المساعدات إليها..
في المقابل، ذكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الإعلان بين الإدارة الأميركية وإسرائيل يمثل “إمعانا في العدوان على شعبنا وحقوقه المشروعة؛ لن نمنحه شرعية مزعومة على أرضنا”.
وأضافت “نعلن رفضنا لوثيقة ما يسمى إعلان القدس التي جاءت تكريسا لنهج واشنطن في الانحياز له (الاحتلال) ودعم عدوانه على شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية”.
وفي السياق، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن “محاولات واشنطن إعادة هندسة المنطقة بدمج الكيان المحتل فيها ستبوء بالفشل”.
ودعا هنية إلى حوار إستراتيجي بين مكونات الأمة ودولها يفضي إلى تحالف سياسي يحمي المنطقة، مؤكدا أن “شعبنا الفلسطيني لن يقع مجددا في حبائل الوهم وسراب المفاوضات التي ضربت القضية، خيارنا الاستمرار في المقاومة حتى يندحر المحتل ويعود الشعب لوطنه وللقدس المباركة”.
من جانبها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن “إعلان القدس دعوة مفتوحة لإشعال الحروب الإقليمية في المنطقة، وتعزيز الدور العدواني لإسرائيل على حساب مصالح شعوب المنطقة عبر إغراقها بالخراب والدمار والويلات بذريعة دفاع إسرائيل عن نفسها”.
وحذرت من “خطورة ما تخطط له وتعمل من أجله الولايات المتحدة وإسرائيل لإغراق منطقتنا في بحور من الدماء وكثير من المشكلات من إفقار، وجوع، وهدر للثروات، ودمار شامل”.
ودعت الجبهة شعوب المنطقة العربية والحكومات إلى “تحمل مسؤولياتها السياسية والوطنية لإجهاض إعلان القدس واستحقاقاته، والحرص بالمقابل على صون مصالحنا الوطنية والقومية شعوبًا وحكومات”.