ما هو دور بندر بن سلطان بإغتيال الوزير شطح؟
في ظل المخاوف الأمنية التي تحيط بالساحة اللبنانية، جاء تفجير السان جورج الذي أسفر عن مقتل وزير المالية الاسبق محمد شطح ليضاف الى سجل العمليات الأمنية التي شهدها لبنان مؤخرا، لكن ما خلفية إغتيال الوزير شطح؟ وهل تأتي في سياق مسلسل التفجير الذي يهدف لزعزعة الساحة اللبنانية، أم هناك حسابات أخرى وراء هذه العملية؟
في هذا السياق اعتبرت وكالة انباء اسيا ان المعلومات تشير الى ان عملية اغتيال الموظف السابق في البنك الدولي، ومستشار مجلس الادارة فيه عن منطقة الشرق الاوسط تأتي في سياق الحرب التي تدور رحاها داخل أروقة مراكز القرار في الإدارة الأميركية، حيث ان الصراعات على اشدها على خلفية النزاع الدائر في سوريا، والإنقسام الحاصل داخل الإدارة الأميركية بين مؤيد للحلول السياسية في سوريا من جهة، وبين رافض لها وداعم للمجموعات المتشددة من جهة ثانية.
وهنا تتم الإشارة الى العلاقة القوية التي كانت تربط الوزير شطح بالبنتاغون الاميركي، وتلفت الى أن الوزير شطح كان يتبع للمعسكر الأميركي الرافض للتورط العسكري الأميركي في الأزمة السورية، وتعطي مثالا بأن شطح كان من أبرز معارضي سفينة الاسلحة لطف الله٢ التي تم ضبطها أثناء توجهها إلى مرفأ طرابلس في لبنان، تمهيدا لنقل الأسلحة التي كانت على متنها الى مقاتلي المعارضة السورية.
كما تضيف المعلومات أنه رغم الإتفاق الأميركي – الروسي حول تدمير الكيميائي في سوريا، والذي شكل الغطاء السياسي لإنقاذ الرئيس أوباما من مأزق التلويح بشن ضربة عسكرية على سوريا، الا ان هناك آراء معارضة للتوافق الاميركي – الروسي الذي يحظى بموافقة البنتاغون.
وفي سياق متصل تشير المعلومات الى ان وكالة الإستخبارات الاميركية المركزية (السي أي إيه) التي كان لها دور محوري في فبركة اتهام دمشق بإستخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية تمهيدا للضربة العسكرية الأميركية، تم فضحها في وقت لاحق عبر الكاتب سيمور هيرش في تقرير له بعنوان السارين لمن؟
حيث كشف هيرش كيفية قيام الإدارة الأميركية بتحريف تقارير الاستخبارات الأميركية من أجل تحميل النظام السوري مسؤولية الهجوم بالأسلحة الكيميائية على غوطة دمشق، وتلفت المعلومات ان هيرش حصل على معظم معلوماته التي تدين جهاز السي أي إيه من البنتاغون نفسه الذي كان يعارض توجيه الضربة العسكرية الى سوريا.
وبالعودة الى تفجير السان جورج الذي أودى بالوزير شطح، فتشير المصادر الى إمكانية إدراجه في سياق صراع الأجنحة داخل الإدارة الأميركية، وتلفت الى أن رئيس جهاز الإستخبارات السعودي بندر بن سلطان التابع للمعسكر الأميركي المتشدد الداعم للعمل العسكري ضد نظام سوريا، ربما يكون هو من يقف وراء عملية إغتيال شطح، وتدرج ذلك في إطار الحرب التي يقودها بندر بن سلطان عبر الجماعات التكفيرية على الساحتين العراقية واللبنانية، خصوصا وأنه هدد في وقت سابق بأنه سيعمل على قلع أعين البنتاغون.
وتربط المصادر إغتيال شطح بالمحاولة الفاشلة قبل أيام لإغتيال وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي، وتلفت الى ان الدليمي وشطح لهما علاقات وارتباطات بمؤسسات أميركية، تعارض سلوك بندر بن سلطان وتوجهاته .
وتختم المصادر مؤكدة أن إغتيال شطح يشكل مقدمة لأحداث شديدة العنف سوف تشهدها الساحة اللبنانية، وذلك في سياق الحرب الداخلية في المؤسسات الأميركية المتصارعة فيما بينها.