ما نعرفه عن ناتو الشرق الأوسط
وكالة انباء آسيا-
شيماء ابراهيم:
تزايد الحديث عن فكرة تدشين “ناتو عربي” أو “ناتو شرق أوسطي” قبيل زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية منتصف الشهر المقبل، وهي القمة التي سيحضرها عدد من قادة دول المنطقة.
وتسببت تصريحات العاهل الأردني عبد الله بن الحسين بتأييده إنشاء “ناتو الشرق الأوسط” في هالة من الغموض حول الفكرة التي يتم تسويقها خلال السنوات الأخيرة. والتي تهدف إلى تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي يضم دولا عربية مع إسرائيل.
وفي مقابلة مع شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي قال ملك الأردن إنه يدعم تشكيل ناتو شرق أوسطي. على أن يتم ذلك بين الدول ذات التفكير المتشابه.
وأشار إلى أن رؤية مثل هذا التحالف العسكري يجب أن تكون واضحة جداً. ودوره يجب أن يكون محدداً بشكل جيد. وأن يكون بيان المهمة واضحا جدا. وإلا فإنّه يربك الجميع. “بجانب التعاون الأمني والعسكري المحتمل بدأت دول الشرق الأوسط العمل معا لمواجهة التحديات التي نشأت عن حرب أوكرانيا”.
وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس كشف الأسبوع الماضي عن “شراكة عسكرية إقليمية لمكافحة ما أسماه بالتهديدات الإيرانية”. في مؤشر على إعادة تقويم التحالفات في منطقة الشرق الأوسط. وخلال جلسة برلمانية في الكنيست قال إن إسرائيل والولايات المتحدة و”شركاء إقليميين” قد طوروا تحالف دفاع جوي نجح في إحباط محاولات إيرانية لمهاجمة إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط. مشيرا إلى أن برنامج “الدفاع الجوي للشرق الأوسط” الذي تم بناؤه خلال العام الماضي “يعمل بالفعل على حماية إسرائيل وجيرانها من صواريخ كروز والطائرات دون طيار” -وفق ما نقلت وكالة بلومبيرج.
وألمح وزير الدفاع الإسرائيلي بأن الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط -والمقرر لها منتصف الشهر المقبل- ستدعم هذه العملية.
ويأتي الحديث عن ناتو الشرق الأوسط بالتزامن مع الغموض الذي يحيط بمصير الاتفاق النووي، إلى جانب زيارات متبادلة بين قادة المنطقة كانت أبرزها جولة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. والتي شملت مصر والأردن ثم تركيا.
ثم استقبال مصر لملك البحرين. وتلتها زيارة العاهل الأردني إلى شرم الشيخ. والتي أعقبها بزيارة إلى أبوظبي لمناقشة “المستجدات الإقليمية وتعزيز أمن المنطقة واستقرارها”.
وتأمل واشنطن أن يساعد المزيد من التعاون، وخاصة في مجال الأمن، على زيادة اندماج إسرائيل في المنطقة وعزل إيران، على حد تعبير وكالة رويترز.
كما أنها قد تمهد لمزيد من صفقات التطبيع مع إسرائيل، بما في ذلك مع المملكة العربية السعودية ذات الوزن الثقيل، بعد إقامة العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين في عام 2020، وفق ذات الوكالة.
وكانت فكرة تشكيل تحالف عسكري شرق أوسطي تداولت عقب توقيع اتفاقات إبراهام بين عدد من دول الخليج وإسرائيل برعاية أمريكية.
وظهرت الفكرة بمقال لرئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد لودر في موقع “عرب نيوز” السعودي وتم نشره مترجما في جريدة “الشرق الأوسط”.
وأشار فيه إلى أنه شعر بعد جولة له في المنطقة بأن صناع الرأي والقرار في الشرق الأوسط يتشاركون القلق حول الملفات نفسها. لذلك راودته فكرة دمج الصراع العربي الإيراني مع الشراكة العربية الإسرائيلية في مشروع موحد.
وأقترح “لودر” في مقاله أن يدخل العرب والإسرائيليون في تحالف استراتيجي باسم منظمة الدفاع في الشرق الأوسط (MEDO). واعتبر أنها ستكون قادرة على مواجهة خطر إيران. داعيا إلى قصر المشاركة في الحلف على الدول ذات السيادة في المنطقة. دون إجبار أو دفع من أي قوى خارجية.