ما لم يكشف من المخطط لاغتيال الرئيس بري
أنقذت العناية الالهية وسهر الأجهزة الأمنية لبنان من قطوع أمني على جانب كبير من الخطورة، من خلال إحباط محاولة اغتيال الرئيس نبيه برّي من قبل مجموعة تنتمي إلى «كتائب عبدالله عزام»، التابعة لتنظيم القاعدة.
وأكّد مصدر أمني لصحيفة «اللواء» أن عملية اغتيال رئيس مجلس النواب تصب في مخطط إشعال الفتنة المذهبية في لبنان، وتسعير أجواء الصراع السني – الشيعي في المنطقة.
وكشف المصدر استناداً إلى نتائج التحقيقات الجارية مع خلية تابعة لمجموعة «عبدالله عزام» برئاسة الموقوف محمود أبو علفا، الذي اوقفته شعبة المعلومات، أن عملية الاغتيال وضعت قيد التنفيذ الفعلي، من خلال استطلاع رصد ومراقبة مداخل مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، إلى جانب متابعة دقيقة لتحركات الرئيس نبيه بري، وتحديد مواقيتها، بما يساعد على وضع خطة الهجوم المنتظر.
ورداً على سؤال عن تفاصيل الخطة الهجومية، أشار المصدر، ودائماً استناداً إلى التحقيقات الجارية مع الموقوف محمود أبو علفا ونسيبه حسن ابو علفا، أن الخطة كانت تقضي باقتحام حواجز الأمن والمعوقات الاسمنتية المحيطة بمنزل برّي، عبر سيّارات مفخخة بكميات كبيرة من المتفجرات، ويقودها انتحاريون، وتقوم دراجات نارية ملغمة، ويقودها شبان مزنرون بالمتفجرات بالتمهيد لهجوم السيّارات لإحداث إرباك في صفوف العناصر الأمنية المتواجدة في محيط المقر، وتحقيق اختراقات في الدفاعات الاسمنتية تمكن السيّارات المفخخة من الوصول إلى حديقة المقر الداخلية.
واعرب المصدر الأمني عن اعتقاده بأن كشف هذه الخطة الجهنمية، لا يعني إفشال المخطط نهائياً، لأن التحقيقات في تفجير المستشارية الثقافية الإيرانية، كشف وجود اكثر من خلية، كانت مشاركة في عمليات الإعداد، من رصد ورقابة ومتابعة وقائع الحركة في الشارع الممتد من مستديرة المستشارية، حيث حصل التفجيران إلى مبنى تلفزيون المنار المجاور لنادي الغولف اللبناني، ولكن اعتقال احد أفراد إحدى الخلايا الذي كان يقوم بمهمات الرصد والرقابة، لم يحل دون وقوع التفجيرين المذكورين.
ولكن.. لماذا الرئيس نبيه برّي بالذات؟
يجيب المصدر الأمني بإيجاز: لأن الهدف هو إشعال فتنة مذهبية بين السنّة والشيعة، على خلفية ردود الفعل المتوقعة من عناصر حركة أمل المتواجدين في أكثر من حيّ في بيروت، تتداخل فيه العائلات السنية والشيعية، مما يُساعد على إثارة النعرات، وممارسة شتى أساليب الاستفزاز، لجر الطرفين الى مواجهة انتحارية، تنشر الفوضى، وتخلق المناخات المناسبة لنشاط التنظيمات المتطرفة.
وعلمت «اللواء» أن كشف مخطط اغتيال الرئيس برّي كان موضع اهتمام ومتابعة الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام، وكبار المسؤولين المعنيين، حيث طُلب إلى الرئيس برّي اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر، والتخفيف من تنقلاته قدر الممكن.