ما علاقة اتفاق ترسيم الحدود البحرية بالتصعيد جنوباً؟
وكالة أنباء آسيا-
زينة أرزوني:
بعد التصعيد الذي شهدته الساحة الجنوبية جراء اطلاق الصواريخ من الاراضي اللبنانية باتجاه فلسطين المحتلة، بدأت التساؤلات حول مصير الحفر في البلوك رقم 9، ومدى تأثير هذا التصعيد على عمليات الحفر، ومنهم من ربط التصعيد ومحدودية الرد الاسرائيلي بهذا الاتفاق.
لبنان الذي فرض معادلة جديدة لا يمكن لكيان الاحتلال تجاوزها، بحسب المستشرق مردخاي كيدار، المعروف بتأييده لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث يعتقد أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، هو الذي أدى إلى التصعيد الحالي، وأن الاتفاق ألحق ضرراً بصورة إسرائيل، وهو ما يؤكده الائتلاف الحاكم بأن الردع الاسرائيلي تضرر بصورة كبيرة، بعد الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، معتبراً أنه هو ما أدى إلى التصعيد الحالي.
وينقل المحلل السياسي في صحيفة “ديعوت أحرونوت” إيتمار رايخنر عن مصادر قولها ان ادّعاءات الائتلاف هي لصرف الاهتمام عن “خوفنا إزاء إحساس التنظيمات بضعف قدرتنا على الرد، وتالياً زيادة المخاطرة والتحدي عما كانت عليه في الماضي.”
فيما يعترف رئيس معهد دراسات الأمن القومي تامير هايمن ان امين عام حزب ال له السيد حسن نصر ال له نجح في خلق سردية أن إسرائيل ارتدعت بسبب التهديدات التي أطلقها بشأن قضية حقل كاريش وانه استطاع من خلال هذه التهديدات منح الشرعية لسلاح المقا و مة، لافتا الى ان هذه السردية التُقطت جيداً في إسرائيل بصورة خاصة، معتبرا انه كان بامكانية اسرائيل استغلال حادثة اطلاق الصواريخ لصالحها الا ان هذا لم يحصل.
في المقابل، يرى رئيس الحكومة السابق يائير لابيد ان الكلام على وجود صلة بين الاتفاق البحري مع لبنان وبين الوضع الأمني الحالي، لا أساس له من الصحة، وأن ما يجري هو رسائل من الليكود، هدفها اتهام الآخرين.
اما عن تأثير التطورات الأمنية الأخيرة على عملية الحَفر والاستكشاف في البلوك رقم 9، تستبعد اوساط لبنانية اي انعكاس سلبي على هذا الامر، معتبرة ان ما جرى هو حادث عرضي، مدعمة توقعاتها بأن شركة “توتال إنرجي” تعرف أن المنطقة التي تم ترسيم الحدود البحرية فيها عرضة للتوتر السياسي والأمني بين فترة وأخرى، وانها تأخذ في الاعتبار المخاطر الموجودة في هذه المنطقة، وبالتالي عليها الالتزام بالجداول التي قدّمتها للدولة اللبنانية والتي تنصّ على البدء بأعمال الحفر التجريبي والاستكشافي في أيلول أو تشرين الأول 2023، فالحفارة من المرجح ان ترسو في المياه اللبنانية في أيلول المقبل، وقد تصل في أواخر آب المقبل في حال تم الإسراع في استقدامها من بحر الشمال، على ان يسبق عملية الحفر تحضيرات يعدّها كونسورتيوم الشركات بقيادة “توتال إنرجي” وفق برنامج محدَّد.
في غضون ذلك، جرى الكشف عن فوز شركة “ترانس أوشين”، تزامناً مع أعمال الحفر في حقل “قانا” في البلوك الرقم 9، من بين 5 شركات تقدّمت إلى المناقصة التي أجرتها شركة “توتال إنرجي”.
في وقت، ترى الاوساط المتابعة أنه من المبكر الحديث عن أحداث أمنية كبيرة تسبّب نزاعات عسكرية مباشرة من الآن وحتى أيلول المقبل.