ما بين العدوان على سوريا ومقابلة سعد الحريري.. قرر قلمي ان يثرثر
موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
ليس خافياً على أحد حجم الهجمة الكونية على سوريا العروبة والمقاومة بقيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد، وليس إنجازاً أن نقول إن ما يجري هو مخطط صهيوني أميركي للنيل من سوريا التي تشكل اليوم القلعة العربية الأخيرة المعادية للمشروع الصهيوني في المنطقة.
وتأكيداً على كل ما سبق، فقد قام الكيان الصهيوني بقصف مركز الأبحاث العسكرية في جمرايا في ريف دمشق، المركز الذي قامت المعارضة ـ الخارجية طبعاً، والمتواجدة على الأراضي السورية ـ بضربه أكثر من مرة، بتوجيه معروف، وذلك لإضعاف دور سوريا المقاوم للاحتلال الصهيوني والمشروع الأميركي الاستعماري في الوطن العربي.
فالعدوان، في هذا التوقيت بالذات، يتكامل مع دور كل من قطر وتركيا والجماعات المتطرفة المتواجدة في سوريا، ويشير إلى التدخل المباشر للكيان الصهيوني بالأزمة السورية، وذلك لرفع معنويات المجموعات الإرهابية التي تعرضت مؤخراً لضربات موجعة في ريف دمشق، وفشلت في تحقيق أهدافها في اختراق العاصمة، ولتخفيف الإحباط الذي استبدّ بالمقاتلين ضد هذا النظام الممانع.
فالمقاتلون في سوريا ضد هذا النظام القوي بدأوا ينهارون أمام صموده. وللعمل على إضعاف معنويات النظام السوري الذي اثبت أنه نظام ذكي وواعٍ لحقيقة ما يجري، وأكبر دليل على ذلك أنه لم ينجرّ للرد على هذا الإعتداء على سيادة أرضه، على الرغم من الضغوطات الكثيرة، وذلك لعدم فتح جبهة الحرب على سوريا داخلياً وخارجياً، ولكنه سيحتفظ ـ لا محال ـ بحق الرد الذي سيكون قاسياً.
الخلاصة، أن سوريا الأسد بألف خير، وهي صامدة بصمود نظامها وجيشها وشعبها بوجه الهجمة عليها، ولا تظنوا أن هذا النظام سيتحرك من مكانه، كما اعتقد سعد الحريري في مقابلة كانت درامية، هي أقرب إلى مراجعة تاريخية منها إلى الواقع، من رجل سياسي، قالها بالفم الملآن إنه ما زال صغيراً في السياسة، إلا أنه يعطي نفسه الحق بالتحدث باسم شريحة من الشعب اللبناني، متباهيا بأنه إنسان واقعي وغير طائفي، ولم يستخدم الأموال في حملته السياسية، ومستغرباً وجود التطرف في لبنان، وكأن بعض الجماعات المتطرفة المتواجدة في بعض المناطق، والتي تموّل من المقربين منه، ليس لها وجود….
منذ بداية حلقة “كلام الناس” بدأت تنهال الأكاذيب، وأول كذبة كانت التلاعب بنتائج الاستفتاء المرتبط بالحلقة، فقد كانت النتيجة 56% لا لعودة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، وخلال ساعات قليلة أصبحت النتيجة 72.1 نعم أي أنه وبحدود ال 300 ألف صوت سجل تصويته بساعات قليلة، وهذا تقنياً مستحيل، وبالإذن من كلام الناس، ولكن لا يمكن لأي عاقل أن يصدق بأن جمهور قوى 8 آذار الذي صوّت هو فقط 28 بالمائة؟؟؟!!!!
وفي سياق المقابلة استخدم الحريري عدداً من التعابير التي لا يمكن إلا التوقف عندها، لما تحمله من خلفية استهتارية بعقول المواطنين اللبنانيين الذين يعون جيداً حقيقة الإرث الحقيقي، فعن أي عيش مشترك مثلاً تحدث سعد الحريري، وهو وقوى الرابع عشر من آذار يوقفون أي طاولة حوار ويعطلونها، وعن أي عيش مشترك يتحدث وهو يزرع عبر حزبه الطائفية والمناطقية؟؟؟
وإلى الملف المتعلق بسلاح المقاومة در، سعد الحريري ونظرته الثاقبة أعلنها بفصاحة أن حكومته أسقطت لأنها كانت تقول لا لحزب الله، وغافلاً عن جوهر هذا السلاح وأهميته.
فهذا السلاح، وللتذكير، هو الذي ردّ العدوان عن لبنان، ورفع رأس اللبنانيين عالياً، وزعزع صورة هذا الكيان ـ المغتصب للأرض والعرض ـ على أنه عدو لا يهزم، فقد بان أمام ضربات المقاومين أوهن من بيت العنكبوت، وأثبت أن للبنان استراتيجية دفاعية قوية جعلت الكيان يحسب خطواته كثيراً.
أما عن تحليل الحريري لما يجري في سوريا فكان أشبه بالكوميديا السوداء. فلوهلة أحسست بأن من يتحدث هو ناطق باسم المعارضة التي تعمل بتوجيه معروف في سوريا لضربها، وأشار إلى أن لعقاب صقر واجباً أخلاقياً لسوريا!!!!!!!!!!!! وأنه بدوره على اتصال مع المعارضة في سوريا!!!!! فعن أي واجب وطني في سوريا يتحدث؟ هل أصبح تمويل المقاتلين في سوريا ومدّهم بالمساعدات واجباً أخلاقياً ؟؟ وأين أصبحت الإتفاقيات الموقعة بين لبنان وسوريا يا دولة الرئيس!!!
وأختتم بالتطرق إلى المشروع الانتخابي الأمثل له وهو الدوائر الصغرى، ولكن القانون الأمثل للشعب اللبناني، وليس لتيار المستقبل، هو نظام التمثيل النسبي الذي يؤمن تمثيل الأقليات، سواء كانت هذه الأقليات سياسية أم دينية.
فهنيئاً لكم، ختاماً، بالدموع التي ذُرفت للتأثير على الرأي العام وكسب عطفه، والعمل على استخدام الزواج المدني سلّما للوصول إلى الأهداف السياسية.