ماكين: مصر تتجه لسيناريو حرب الجزائر وتدمير الإخوان لن ينجح
قناة الـ”CNN”:
انتقد السيناتور الأمريكي البارز، جون ماكين، موقف البيت الأبيض حيال الأوضاع بمصر، قائلا إنه ينتهك القانون بعدم قطع المساعدات عن القاهرة والتلكؤ بوصف ما يجري بأنه “انقلاب” واتهم الحكومة المصرية وكبار الضباط بشن حملة كراهية ضد أمريكا، وحذر من خطر وصول الأمور إلى “السيناريو الجزائري” متوقعا فشل أي محاولة لتدمير جماعة الإخوان المسلمين.
وقال ماكين، في مقابلة مع CNN، ردا على سؤال حول ما إذا كان الرئيس باراك أوباما قد قام بما يكفي حيال الوضع في مصر: “كلا لم يفعل. لقد كان علينا أن نلتزم بقوانيننا بموازاة دعوتنا المصريين إلى الالتزام بقوانينهم، إذ أننا انتهكنا قانوننا الخاص عندما لم نصف ما يجري في مصر على حقيقته، فقوانينا تشير إلى أنه في حال حصول انقلاب عسكري يجب علينا وقف المساعدات العسكرية.”
وتابع ماكين بالقول: “كان هناك تقارير صحفية تشير إلى أن المسؤولين الأمريكيين حذروا نظرائهم في مصر من قطع المساعدات بحال حصول انقلاب، وقد حصل هذا الانقلاب دون أن نقطع مساعداتنا وهذه ضربة لمصداقيتنا، وفي مطلع أغسطس/آب قال (وزير الخارجية جون) كيري إن الجنرالات في مصر يستعيدون الديمقراطية في الوقت الذي كنت فيه في القاهرة برفقة النائب ليندسي غراهام، وقد طالبنا هناك بالإفراج عن السجناء وإجراء تعديل للدستور والسير قدما بالانتخابات، وطبعا لم يكن لمطالبنا الأثر المطلوب بسبب مواقف وزارة الخارجية والبيت الأبيض لذلك توقعنا أن تسفك الدماء في مصر.”
وحول موقفه من تصريحات كيري ونتائجها قال ماكين: “لقد أعطت مواقف كيري قدرا من الشرعية لحكومة غير منتخبة قام الجنرالات بتعيينها في مصر، وهذا ربما ما جعلهم (القيادة المصرية) ينظرون إلى التصريحات على أنها ضوء أخضر لهم لقمع المعارضة.”
وأردف النائب الأمريكي البارز في صفوف الحزب الجمهوري: “نحن نتذكر ما حصل في الجزائر والقمع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 200 ألف شخص، وأنا أخشى أن الأمور تتجه إلى نموذج الجزائر من جديد.”
وشكك ماكين في قدرة السلطات المصرية على إنهاء جماعة الإخوان المسلمين قائلا: “ما من شك بأن السلطات المصرية قادرة على قتل بعض الأشخاص والسعي إلى الإمساك بالأوضاع بعض الشيء ولكنها لن تتمكن من إنهاء جماعة الإخوان المسلمين، فهذا أمر مناف للتاريخ الذي يؤكد بأن الجماعة نجحت في البقاء في ظل حكم (الرئيس السابق حسني) مبارك، كما قد تنجح في البقاء والتحرك بشكل سري حتى في ظل سعي الجنرالات لإبادتها.”
وردا على سؤال حول ما إذا كان يتوقع تتوقع حربا أهلية واسعة النطاق في مصر على غرار ما يحصل في سوريا قال ماكين: “أظن أن النموذج الجزائري أقرب إلى الواقع، فهذه الحكومة لديها ما يكفي من الأسلحة – ومعظمها قدمناه نحن لها – لقمع التحركات، ولكنني لا أظن أنها ستتمكن من إنهائها، أظن أننا سنشهد أعمالا إرهابية واضطرابات، ولكن المهم أن مصالحنا وقيمنا يجب أن تكون متكاملة، لأن مصر هي قلب وعقل العالم العربي وحصول القمع والمذابح بهذا الشكل هو أمر يصعّب كثيرا حصول مصالحة وطنية.”
وعن إلغاء مناورات “النجم الساطع” العسكري وموقفه حيال القوة الأمريكية الموجودة ضمن وحدات حفظ السلام في سيناء التي يتزايد فيها حاليا نشاط تنظيم القاعدة قال ماكين: “أشعر بالقلق حيال سلامة الجنود. فخلال عهد مبارك كان هناك الكثير من حملات العداء ضد أمريكا وضد إسرائيل، وقد عززتها حكومة مبارك. والحكومة الحالية تعزز ذلك إلى أقصى مستوى عبر الانتقادات الموجهة إلى سفيرتنا وإلى الرئيس أوباما، كما أن إحدى الصحف المصرية اتهمتني بتعيين عناصر من جماعة الإخوان ضمن طاقم عملي.”
وأضاف: “مستوى العداء الحالي لأمريكا يشكل خطرا على مواطنينا وهو يعزز الإرهاب ويهدد المصالح الاقتصادية ويضر بصورة مصر في العالم، وبالتالي فإن لدي شكوك كبيرة في قدرتهم على مواصلة ضبط الأمور وإبقائها تحت السيطرة.”
وحول إمكانية دعوته إلى انسحاب القوات الأمريكية من سيناء قال ماكين: “سأتشاور مع القيادات العسكرية حول وضع تلك القوات ومستوى الأمن المتوفر فيها، ولكن ما من شك أن الوضع في سيناء يتفاقم بشكل خطير. كما أن علينا ألا ننسى النتائج الجانبية لما يجري الآن، والتي نراها من خلال مهاجمة أنصار (الرئيس المعزول محمد) مرسي للكنائس، ما يعني أن تداعيات ما يجري ستكون واسعة وخطرة.”