ماذا يعني أن يهدد الأسير مخابرات الجيش؟
موقع التيار الوطني الحر الإخباري ـ
مارون ناصيف:
“…كفوا أذاكم عنا وعن الشباب المسلم فهذه الأساليب الرخيصة التي تتبعها مخابرات الجيش اصبحت وراءنا…انتم لا تفعلون سوى اذلال الشباب المسلم وهذا الشباب سيزلزل عروشكم فاصلحوا ممارساتكم مع هذا الشباب…والا سنذهب نحو خطوات تصعيدية…”
هو التهديد المباشر الذي وجهه إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير الى الجيش اللبناني في صيدا منذ أيام قليلة، نزل نزول الصاعقة على أهالي بوابة الجنوب الذين باتوا يحسبون ألف حساب لمثل هذه التصريحات التي تفجر الوضع الأمني داخل مدينتهم في أي لحظة، كل ذلك والدولة تتفرج، فكيف إذا كانت الدولة هي المستهدفة هذه المرة من خلال التصويب على أعلى مؤسسة فيها مولجة حماية الأمن؟
” بقدر ما أزعج هذا التهديد الصيداويين أفرحهم ” بحسب مصادر متابعة في المدينة، آملين في أن “يشكل ما قاله الأسير في خطبة الجمعة دافعاً لتدخل الجيش والضرب بيد من حديد مع هذا الشيخ الذي يتلاعب بأمن المدينة ساعة يشاء وكأن صيدا إمارة له”. المسؤول عن هذا التهديد هو الدولة بأجهزتها كافة، التي سمحت قبل الأسير لنواب تيار المستقبل خالد ضاهر ومعين المرعبي بالتعرض الى مؤسسة الـ”شرف –تضحية - وفاء” من دون أن تحرك ساكناً، وهي التي سمحت لنواب آخرين حلفاء لتيار المستقبل بالتهجم على قائد الجيش ومديرية المخابرات ملصقين بالقيادة أبشع التهم لدرجة يشعر فيها المواطنون وكأن هذه المؤسسة هي الخارجة عن القانون بينما المتطاولين عليها يمثلون الشرعية والدولة، ويشكلون رمزاً للحفاظ على الأمن.
هذا التصعيد الذي يتحدث عنه الأسير، يجعل الصيداويين يتخوفون من أن يترجمه رجال إمام مسجد بلال بن رباح من خلال الإعتداء على عناصر الجيش بشكل فردي إنتقاماً لما يعتبرونه إستهدافاً للشباب المسلم، وفيما لو صحت هذه التخوفات تسقط هيبة الجيش ويعيد ذلك الى ذاكرة اللبنانيين حوادث ذبح عناصر الجيش في ببنين والقلمون بعد حادث شارع المئتين في طرابلس الذي أدى الى إندلاع حرب مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني وتنظيم فتح الإسلام الإرهابي.
إذاً يجب على قيادة الجيش ان تتحرك بسرعة قبل وقوع ما لا تحمد عقباه، لن السكوت على مثل هذه التهديدات قد يفسح في المجال أمام التطاول عليها في أي لحظة أياً كان صاحب التطاول، وإذا كان توقيف الأسير أو نجله المخالف للقانون فوق قدرات قوى الأمن الداخلي، وهذا ما قاله وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، فبالتأكيد لا ينطبق هذا القول على الجيش وأفواجه.