ماذا لو جربّوا حزب الله؟
موقع التيار الوطني الحر الإخباري ـ
إدمون ساسين:
قبل يوم من اطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان أحد المسؤولين اللبنانيين يتلقى اتصالا من مسؤولين أتراك ويسمع كلاما فسّر على أنه اشارات ايجابية في ملف المخطوفين قد تسمح بتحريك طائرة للانتقال الى تركيا. لكنّ المسؤول اللبناني الذي كان ينتظر اتصالا أخيرا للتحرك نام على خيبة أمل وصحا على استمرار كابوس المخطوفين اللبنانيين في سوريا حتى استمع من السراي الحكومي من السفير التركي أن ليس هناك من جديد في ملف المخطوفين. استمرت الآمال الايجابية لدى هذا المسؤول واقتنع ربما بأن التأخير يعود الى الأزمة التركية الروسية السورية لكن في موازاة ذلك كان رجل أمن رفيع المستوى يعلم أن كل ما قيل مجرد كلام وأن اي جديد لم يطرأ على هذه القضية مقللا من الآمال التي بنى عليها المسؤول الآخر. وعلى أفضل تقدير كما قال السفير التركي كانت المفاوضات مستمرة.
بعد ساعات من هذه الكواليس الخاصة بمسرحية المخطوفين أطلّ السيد نصرالله الذي قيل قبل الاطلالة أنه سيتحدث عن الاتهامات الموجهة للحزب في القتال في سوريا وعن الطائرة من دون طيار. على أهمية ما قاله السيد في شأن نفي الاتهامات الموجهة لحزب الله بالقتال في سوريا الى جانب النظام وتأكيده أن الطائرة من دون طيار التي أسقطتها اسرائيل أرسلها حزب الله ولن تكون الأخيرة ، ثمة جانب في كلام السيد لا يمكن اغفاله ومعه ربما يمكن القول أن ملف المخطوفين بعد كلام السيد مغاير لما قبل كلام السيد . فعندما قال السيد نصرالله أن حزب الله لم يقاتل حتى اللحظة في سوريا ربط هذه النقطة كما قال بالفكرة الأخيرة التي سيتحدث عنها وهي كما وردت في كلمته قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا. ليس الجديد رفض السيد الاعتذار بل اللافت حين خاطب بعض المعارضة السورية بالقول أن حزب الله لا ينفع معه التهويل والتضليل مضيفا لا تدفعونا الى خيارات لا نريدها ولا تجربونا والسلام. والاضافة البديهية عليها أن حزب الله لم يشارك في القتال في سوريا حتى اللحظة.
في القراءة الأولية أن الملف شهد مع هذا الكلام تعقيدا أكبر اذ بامكان الخاطفين تبرير جريمتهم ضد المخطوفين برفض الاعتذار وتحدي السيد نصرالله لهم . لكن في الاشارات ايضا أن حزب الله طفح كيله من المماطلة والاستغلال والاساءات المتكررة عبر هذا الملف . الحزب الذي ضبط نفسه وشارعه حتى اللحظة ورفع الغطاء عمن خرج عن الانضباط القائم ، الحزب الذي اخترق بالأمس أهم منظومة دفاعية في الشرق الاوسط أي الدفاعات الجوية أرسل الى المعارضين السوريين والمتورطين في قضية خطف اللبنانيين رسالة واضحة وهي أن حزب الله سيغيرّ استراتجيته اتجاه هذا الملف وربما سيحاول حلّ الملف على طريقته. وبالتالي فانّ تهويلات بعض قادة الجيش السوري الحر لحزب الله قد تبقى تهويلات اعلامية أمام تعقيد الواقع العسكري السوري ولكن أن يتحدث السيد وقد طفح الكيل فعلى الجيش السوري الحر أن يحذر ويحسب جيدا ما يفعله بالتعاون مع بعض الساسة اللبنانيين والعرب.