ماذا في خلفيات ونتائج زيارة وزير الدفاع السوري إلى طهران؟
موقع العهد الإخباري-
محمد عيد:
أثارت الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع السوري العماد محمود علي عباس إلى طهران العديد من التكهنات حول خطط البلدين لاستنفار قدراتهما العسكرية المشتركة في وجه أي عدوان شامل على أحدهما أو كليهما فيما بدت الزيارة في جانب منها مواكبة للتطورات الميدانية في سوريا وفلسطين وعموم بلدان محور المقاومة.
إعادة تأهيل الجيش السوري ودفع التحديات المشتركة
أكد عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي أن العلاقات السورية الايرانية هي علاقات تاريخية واستراتيجية، وقد تعمَّقت أكثر نتيجة تكاتف البلدين لتجاوز التحديات التي يواجهانها. وفي حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري أشار الحاج علي إلى أن أكبر هذه التحديات هي التحديات العسكرية، لذلك منذ عام ٢٠١١ تم تفعيل معاهدة الدفاع المشترك بين البلدين وقامت الجمهورية الاسلامية في ايران بمؤازرة الجيش العربي السوري بالسلاح والعتاد والخبرات لمواجهة الحرب الارهابية ضد الشعب السوري.
وأضاف إن هذه العلاقات تأخذ اليوم منحى آخر، بعد الانتصارات التي حقهها الجيش العربي السوري وحلفاؤه ضد المشروع الامريكي حيث تقوم ايران بالمساهمة في تطوير الجيش العربي السوري وترميم قدراته التي خسرها نتيجة الحرب الظالمة على الشعب السوري، وتطويرها وتزويدها بأحدث الأنظمة الصاروخية، صواريخ (ارض ارض)، ومنظومات دفاع جوي ايرانية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي الاسبق (يوسي كوهين) والذي قال إن الجيش السوري هو الجيش النظامي الوحيد الذي هو على حدود مباشرة مع الكيان ويملك فرقًا مدرعة وصواريخ وقوات خاصة، تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الكيان.
ولفت عضو مجلس الشعب السوري إلى التهديدات الاسرائيلية المستمرة حول شن عدوان على ايران واستهداف منشآتها النووية اضافة للتهديدات التي تتعرض لها سوريا من قبل سلاح الجو الصهيوني والقواعد الامريكية الغير شرعية في الجزيرة السورية، وقال ‘لذلك تأتي زيارة العماد محمود علي عباس وزير الدفاع السوري ولقائه رئيس الأركان اللواء محمد باقري، من ناحية التوقيت لتنسيق الجهود لمواجهة أي اعتداء اسرائيلي محتمل على أحد البلدين أو كليهما، ووضع سيناريوهات مشتركة للرد على هذا العدوان بالاضافة إلى تنسيق الجهود من أجل تزويد الجيش العربي السوري بمنظومات ايرانية جديدة للدفاع الجوي تساعد في حماية المنشآت الحيوية”.
وشدد الحاج علي على وجود جبهة مشتركة سورية ايرانية بالاضافة الى المقاومة بدأت تضع استراتيجيتها للانتقال الى مرحلة مختلفة من مراحل الاشتباك مع الكيان الصهيوني.
دمشق ترفض تغييب طهران
في سياق متّصل، شدد الحاج علي على أن “المشاورات السورية الايرانية مستمرة بكل المجالات بما فيها ملف المفاوضات السوري التركي ولا شك بأن لايران دور كبير واساسي في كسر الجليد بين سوريا وتركيا، والتنسيق السوري الايراني لحظي في مختلف المجالات”.
مناورات عسكرية سورية – إيرانية مرتقبة
الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور قاسم قنبر أشار من جهته في حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري الى أن هناك اتفاقية دفاع مشترك بين سوريا وايران تخول البلدين التنسيق معًا في أي عمل عسكري قد يتهدد أحد البلدين وعليه فإن المباحثات العسكرية بينهما لم تتوقف يومًا وإن كان التواجد العسكري الإيراني في سوريا يقتصر على المستشارين العسكريين الذين جاؤوا بطلب رسمي من الحكومة السورية.
وأشار قنبر إلى تأكيد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري ووزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس على إجراء مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين. وهو الأمر الذي يعكس رغبة القيادة السياسية والعسكرية في سوريا بعملية التطوير المستمرة للجيش السوري ومحاولة ترميم القطاعات الحيوية الهامة فيه والتي حاول الإرهابيون استهدافها لمصلحة الكيان الصهيوني وهو الأمر الذي أشار إليه وزير الدفاع السوري من طهران حين قال بأن التعاون الوثيق بين دمشق وطهران كانت له نتائج مبهرة في دحر الإرهاب والمخططات العدوانية وأن النصر الذي تحقق على الإرهاب هو نصر مشترك حيث امتزجت خلاله الدماء السورية والإيرانية على أرض سوريا.
العميد قنبر لفت في حديثه لموقعنا إلى أن القضية الفلسطينية والتطورات التي تحصل داخل الأراضي المحتلة لم تكن كذلك بعيدة عن المناقشات العسكرية أثناء زيارة وزير الدفاع السوري إلى طهران وهو ما تجلى من خلال إشادة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء باقري بـ “مواقف سوريا الداعمة للقضية الفلسطينية وأن سوريا كانت في طليعة الدفاع عن فلسطين وقضايا العالم الإسلامي”.