ماذا تعرف عن لواء “نبويّون” الإيراني في سوريا؟
قد يكون لواء “نبوّيون” الإيراني الذي يقاتل في سوريا ضد الجماعات الارهابية التكفيرية، مثالاً للجندي المجهول في الحرب الدائرة على سوريا، حيث يجهل الكثيرون الدور الذي يقوم به مقاتلو هذا اللواء من أبناء السنة الإيرانيين في محاربة الارهاب والجماعات التكفيرية.
وقد يجهل الكثيرون أسماء الشهداء “سلمان بامري”، “عمر ملازهي” و “مراد عبداللهي” الذين سقطوا شهداء في المعارك الدائرة في سوريا، دفاعاً عن مقدسات الاسلام، ورفضاً للتكفير والفتنة التي تروج لها القوى الاستكبارية، وانتصاراً للوحدة الاسلامية بين السنة والشيعة.
يضم لواء “نبوَيّون” المتطوعين من محافظة سيستان وبلوشستان ذات الغالبية السنية، للقتال في سوريا في مواجهة تنظيم “داعش” الارهابي وبقية الجماعات التكفيرية، والجدير بالذكر أن قوات الجيش والتعبئة والحرس الثوري الإيراني، تضم بشكل طبيعي الآلاف من أبناء السنة في صفوفها.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد نعى في بيان له أواخر العام الماضي، الشهيدين “سلمان بامري وعمر ملازهي”، الذين سقطا خلال المعارك في سوريا ضد الارهاب، وجرى تشيعهما إلى مسقط رأسهما في مدينة نيكشهر في محافظة سيستان وبلوشستان، وسط حفاوة جماهيرية كبيرة، وقد صلى على جثمانهما عدد من العلماء السنة والشيعة.
ووفقاً لوالد الشهيد عمر ملازهي، فإن عمر ذو الـ 26 عاماً، والأب لأربع أطفال، قد قام بالتسجيل للمشاركة في الحرب على داعش بناء على رغبته، نتيجة استنكاره للافعال التي ترتكبها هذه الجماعة الارهابية. وقال ملازهي: “ولدي عندما وجد دماء المسلمين تراق بغير حق و ظلما توجه الى سوريا للدفاع عن الاسلام”.
وأضاف: “عمر كان لديه عمل جيد هنا وكان يحصل على أرباح وفيرة، لقد أحس بان دماء أخوته المسلمين تراق بلا سبب في سوريا، ولذلك استعد للقتال ضد داعش وذهب للدفاع عن المظلومين”.
ونوه والد الشهيد: “في الليلة التي سبقت استشهاده اتصل بنا وكلمته، عمر كان قوي العقيدة، كان يقيم الصلاة والواجبات وكانت له صلاة بعلماء الدين، إن عائلته من أهل العلم ورجال الدين، كذلك زوجة عمر تعمل كمعلمة في مدرسة دينية”.
كما التقى قائد الثورة الاسلامية بعائلات شهداء من لواء “نبويّون” وأثنى على روحهم العالية، ومشاعر الافتخار التي يحملونها إزاء استشهاد أبنائهم، كما أهدى نسخة من القرآن الكريم لوالد الشهيد ملازهي، ونقل الموقع الاعلامي لمكتب حفظ ونشر آثار سماحة الإمام الخامنئي، عن سماحته، قوله: “إننا اليوم نجد من أخوتنا من أهل السنة من يقاتل ويستشهد إلى جانبنا للدفاع عن حرم أهل البيت (ع). لقد التقيت بعدد من عوائل الشهداء وكان بينهم عدد من عوائل أهل السنة، وهذا الأخ السني بدلاً من إظهار الحزن والشكوى، نجده يبرز الفخر بأن ابنه قد استشهد في هذا السبيل”.
من جهته شدد مستشار قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله الامام الخامنئي في الشؤون الدولية الدكتور علي أكبر ولايتي على أن استشهاد الاخوة أهل السنة الايرانيين في سوريا أحبط المؤامرة الرامية لزرع بذور الفرقة بين المذاهب الاسلامية مؤكدا استلام ايران الاسلامية جثمان شهيدين عزيزين من أهالي سيستان وبلوجستان وتم تشييع جثمانهما في المنطقة بشكل منقطع النظير.
و أكد ولايتي في حديث مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن الملاحم التي سطرها الاخوة السنة في لواء “نبويّون” تعتبر بمثابة الرسالة التي يبعثها هولاء الاخوة الي العالم الاسلامي عبر حضورهم في جبهة المقاومة السورية.
وتابع مستشار الامام الخامنئي قائلا ” اذا تمت توعية العالم الاسلامي فحينذاك سيقف المسلم الشيعي والسني في خندق واحد أمام المؤامرات التي يحوكها الأعداء ضد العالم الاسلامي. ولذا فقد علم اخوتنا السنة بواجبهم كي يقفوا بوجه أمريكا وعملائها دفاعا عن دول المنطقة والمسلمين كافة “.
وشدد الدكتور ولايتي علي أن المؤامرات لاتستهدف السنة والشيعة فقط بل انها تريد قبل كل شيء الحاق الضرر بكلا الجانبين اللذين أصبحا ضحية الاعمال الارهابية التي تشهدها العراق وسوريا في الوقت الحاضر.
المصدر: وكالة أنباء فارس