ماذا تريد إيران من لبنان؟!
موقع العهد الإخباري ـ
محمد الحسيني:
أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأميرال علي شمخاني خلال زيارته بيروت عن هبة عسكرية إيرانية للبنان “عربون محبة وتقدير للبنان ولجيشه الباسل، نظرا للمواجهة التي يخوضها لبنان في بعض مناطقه الحدودية ضد الإرهاب التكفيري المتطرف”.
أما رئيس الحكومة تمام سلام فقال: “نرحب بالهبة العسكرية الإيرانية، لكننا لم نحدد تفاصيلها في انتظار زيارة وزير الدفاع سمير مقبل إلى طهران بعد إسبوعين تقريبا للاتفاق على كل التفاصيل”.
الخبر إعلان رسمي وليس تسريبات أو كلام مصادر إعلامية، وجاء على لسان رسمي ومسؤول، إيراني ولبناني، ولم تنقله “أوساط مطلعة”.. وسيلي هذا الكلام زيارة من مسؤول رسمي لبناني في موقع رسمي حكومي إلى طهران وهي عاصمة مشخّصة ومعلنة ورسمية.. هل هناك قطبة مخفية؟!
صحيفة “الوطن” السعودية (الخميس 2/10/2014) قالت: “من المثير للدهشة والحيرة أن يصرح شمخاني بأن بلاده تنوي تقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني، وهي التي عملت عبر سنوات طويلة على إضعاف هذا الجيش، وخلق حزب الله، وتقويته، ليكون شوكة في خاصرة لبنان، وعقبة في طريق أداء الجيش لمهامه الوطنية”.
إلى هنا لا جديد في الكلام الإعلامي السعودي.. ولا يحتاج الأمر إلى كثير من التعليق..
صحيفة المستقبل (الخميس 2 /10/2014) نشرت مقالاً تحت عنوان: ” حقيقة الهبة الإيرانية لتسليح الجيش” بدأها الكاتب بالقول: “عبثاً تبحث محركات غوغل سواء بالعربي أم بالفارسي عن موقف إيراني رسمي أعلن ذات مرة أن “الجمهورية الإسلامية” مستعدة لتقديم هبة مالية لتسليح الجيش اللبناني أم هي جاهزة لدعمه بالأعتدة والذخائر المجانيّة.. جلّ ما قيل بهذا الشأن وبشكلٍ إعلامي غير رسمي أنّ “إيران مستعدة للتعاون العسكري مع الجيش اللبناني..”.
وفي مقال آخر منشور في الصفحة المقابلة وفي الصحيفة ذاتها تحت عنوان: “ضرْب داعش يترافق حكماً مع اقتراب نهاية الأسد”.. ذكرت الكاتبة أن الهبة الإيرانية للبنان جاءت بعد “هبات سعودية وأميركية ومن دول غربية اخرى للقوى الأمنية”، وقالت: “كان لبنان قد تلقى عرضاً إيرانياً مماثلاً ابان زيارة الرئيس السابق ميشال سليمان طهران لكنه لم يثمر خشية انعكاسات العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الاسلامية”.
ماذا تريد إيران من لبنان؟! الأكيد أن هناك “خفة ظل” أو “مزحة” في أن يزور شمخاني بيروت ليعلن عن هبة عسكرية مجانية مزعومة وبدون شروط.. هي ذاتها المزحة التي دفعت الرئيس ميشال سليمان ليزور طهران في الإطار ذاته ليتبين بعد ذلك أن الفيتو الأميركي – أوروبي أفسد المشروع.
ماذا تريد إيران من لبنان؟! في الماضي القريب تداولت وسائل الإعلام مشروعاً كان يقضي باستعداد إيران لتزويد لبنان بكل ما يحتاجه “من البابوج للطربوش” للمساهمة في استخراج النفط وتصنيعه وبالتالي تمكين لبنان من تحقيق “السيادة والحرية والاستقلال”، والخروج من نفق العجز والمديونية وبالتالي إخراج القرار اللبناني من الارتهان للخارج.. وطبعاً الفيتو الأميركي أفسد المشروع.
ماذا تريد إيران من لبنان؟! منذ العام 1982 وحزب الله يقاتل “إسرائيل” إلى أن تكلّل النصر بالتحرير عام 2000 والانتصار عام 2006، وطبعا الدعم الإيراني والسوري كان عنصراً فعالاً في إنجاز التحرير والانتصار.. العالم كله بما فيه أمريكا و”إسرائيل” اعترفوا بالهزيمة.. ولكن دعاة الحرية والسيادة من الرياض إلى بيروت رأوا في هذا الانجاز “مغامرين دمروا لبنان”..
ألم يكن الصاروخ الإيراني فاعلاً في انتصار غزة عامي 2008 و2014؟!
أليس الصاروخ الإيراني هو الفاعل في ضرب “داعش” وأخواتها في سوريا اليوم؟!