مئات الملايين من أنصار ومحبي أهل البيت يحيون ذكرى ملحمة عاشوراء الخالدة
كيهان العربي – خاص:
أحيا مئات الملايين من المسلمين من أتباع وأنصار ومحبي أهل البيت عليهم السلام ذكرى نهضة عاشوراء التضحية والفداء والعز والاباء والكرامة والانسانية للامام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأهل بيته وأصحابه الميامين المنتجبين عام 61 للهجرة، وصرخات “لبيك يا حسين” تعلو سماء المعمورة.
فقد توجهت حشود الملايين من داخل العراق أقطار العالم الاسلامي والعالم برمته نحو قبلة عشاق الحرية والعزة والكرامة مدينة كربلاء المقدسة يوم أمس السبت لاحياء ذكرى اليوم العاشر من محرم الحرام، ذكرى استشهاد بضعة الرسول الاكرم وريحانته الامام الحسين حيث اتخذت السلطات العراقية كافة استعداداتها الأمنية والخدمية لاحياء هذه الذكرى العظيمة .
وفي السياق قدرت وزارة السياحة العراقية دخول أربعة ملايين زائر من خارج البلاد جوا وبرا ليلتحقوا بركب الزوار من داخل العراق الذين توجهوا الى كربلاء من مختلف المناطق العراقية. كما شهدت سائر مدن العراق خاصة مدينة النجف الاشرف مراسم مماثلة .
وعلى الصعيد ذاته فقد شهدت العاصمة طهران وجميع مدن ونواحي الجمهورية الاسلامية في ايران، خروج مئات الملايين من ابناء شعبنا بكل ظوائفه ودياناته حتى المسيحيين والزرادشتيين وحشود كبيرة من أهل السنة، في مراسم عزاء ضخمة احياء لذكرى عاشوراء، وشكل المشاركون سلاسل بشرية ضمن مواكب تعزية، مجددين العهد على الالتزام بنهج الإمام الحسين واهل بيته عليهم السلام .
وفي باكستان وبنغلادش، استهدف الارهابيون التكفيريون مجالس احياء ذكرى عاشوراء الامام الحسين (ع)، ما أدى الى سقوط مئات الشهداء والجرحى . كما اقيمت مراسم العزاء الحسيني في ذكرى عاشوراء في العديد من دول العالم لاسيما سوريا ولبنان والكويت والبحرين والسعودية والهند والصين ونيوزيلندا واستراليا والسويد والمانيا وبريطانيا واميركا واوزبكستان واذربيجان وتركيا والصين وفنزويلا والدنمارك والبرازيل وسوريا وافغانستان وكازاخستان، مراسم عزاء مماثلة احياءاً لذكرى عاشوراء الدم والتضحية والانسانية .
وكل على طريقته.. فقد خرج أتباع أهل البيت في تكرار للمشهد الميلوني السنوي في إيران إحياء لذكرى استشهد الإمام الحسين (سلام الله عليه) حفيد رسول الإنسانية محمد (صلى الله عليه وآله).. حيث امتلئت ساحات المدن الرئيسية الكبرى بأعداد هائلة من المشاركين مستلهمين قيم نهج الشهيد وأهل بيته الكرام (سلام الله عليه).
وشاركت مختلف الطوائف في إيران في إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين(سلام الله عليه) الذي يشكل حالة رمزية إنسانية لجميع الطوائف والمذاهب، مسلم وغير مسلم.
وعندما دخلت كاميرا وسائل الاعلام الى بعض مجالس عزاء الإمام الحسين (سلام الله عليه) في طهران تفاجأ فريق العمل بمشاركة إيرانيين من غيرالمسلمين في مراسم العزاء التي تعتبر من المناسبات الخاصة بالمسلمين.
وشارك المسيحيون الأرمن والزردشت المسلمين بتقديم الأضاحي والنذور على روح أبي عبدالله الحسين إحياء لذكرى شهداء كربلاء.
وحرص المشاركون في مراسم العزاء من غيرالمسلمين على تناول الأطعمة التي تطهي لتقدم كنذور في المجالس اليومية. وقالت امرأة لمراسلتنا ‘أنا من الطائفة الزردشتية وآتي كل عام للمشاركة في المراسم حباً للحسين عليه السلام.. وأتناول من الأطعمة التي تقدم.’
وعبرت هذه المشاركة عن مدى التلاحم بين المسلمين وغيرهم من الطوائف الذين يؤكدون أنهم شركاء في أحزان المسلمين وأفراحهم ومناسباتهم الاجتماعية والسياسية بحكم الشراكة الإنسانية والوطنية التي يتمتعون بها في الجمهورية الإسلامية.. وفي ذكرى إحياء واقعة الطف تلتقي الأقليات والمذاهب لتصبح مصدر إلهام لكل الأديان السماوية.
وبحضور قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، اقيمت منذ ليل الأربعاء حتى مساء اليوم الاحد وعلى مدى خمسة ايام في حسينية الامام الخميني /قدس سره/، مراسم العزاء في ذكرى استشهاد الامام الحسين (ع) واهل بيته واصحابه الاوفياء في عاشوراء. بحضور حشد كبير من المسؤولين والاف من مختلف شرائح المجتمع شاركوا في هذه المراسم.
وتحدث الخطباء في مراسم العزاء هذه شارحين اهداف وخصائص ثورة الامام الحسين (ع) مبينا ان التضحية والايثار تعد من اهم خصائص واقعة عاشوراء التاريخية.
وقالوا: ان الامام الحسين عليه السلام كان الرائد في الايثار والتضحية و ان نهضته كانت استمرارا لنهضة الرسول الاعظم (ص).
وشهدت العاصمة طهران خلال يومي الجمعة والسبت انطلاق المواكب الحسينية حيث غصت شوارع العاصمة والمساجد والحسينيات بعشاق أهل بيت النبي الاكرم (ص) وأقاموا المأتم ومراسم العزاء حيث تحدث الخطباء عن جوانب من ثورة أبي الاحرار وابن الزهراء البتول (عليهما السلام) وأبعاد هذه الفاجعة الكبرى في الاسلام .
وتوجهت الجماهير المؤمنة الى المرقد الطاهر لثامن أئمة أهل بيت الرسول الاكرم (ص) الامام على بن موسى الرضا (عليهما السلام) بمشهد المقدسة ، والى مرقد شقيقته السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام في قم المقدسة ، فيما شهد مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم (عليهما السلام) في مدينة شيراز وحرم السيد عبد العظيم الحسني (ع) في بلدة ري جنوب طهران مراسم مماثلة ، اضافة الى باقي المراقد المشرفة لأبناء الائمة في شتى ارجاء ايران الاسلامية.
كما شارك رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني وعدد من الوزراء في مراسم عزاء ذكرى استشهاد الامام الحسين (ع) الاليمة كما تفقد احدى مستشفيات طهران.
وشارك الرئيس روحاني في الحضور بمراسم العزاء في احد احياء العاصمة طهران عدد من الوزراء وكبار المسؤولين ورئيس مكتب رئاسة الجمهورية.
وفي الاطار ذاته نظم انصار الله مسيرة لإحياء يوم عاشوراء أمس السبت انطلقت من خط المطار شمال العاصمة صنعاء ، بإتجاه منطقة الجراف القريبة من الحصبة.
ورفع أنصار الله في المسيرة التي شارك فيها الآلاف من الرجال والنساء لاحياء يوم عاشوراء رايات سوداء تشير الى ذكرى عاشوراء، حيث تعالت اصوات “لبيك يا حسين” تصدح في سماء صنعاء .
وألقى عبدالملك الحوثي كلمة انتقد فيها سياسة الحكومة والاجراءات المتخذة حيال بعض القضايا الامنية والسياسية والاقتصادية .
وفي لبنان، انطلقت مسيرة العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي صور وبعلبك عند الساعة التاسعة والنصف صباحاً تزامناً، وذلك بعد تلاوة المصرع الحسيني.
وجابت المسيرة التي شارك فيها حشود غفيرة أحياءً في الضاحية الجنوبية، تعبيراً عن تجديد البيعة وتجديد الولاء للإمام الحسين (ع).
اما في في البحرين، فقد غصّت قرى ومدن البحرين بالمعزين بذكرى عاشوراء، الذين خرجوا تعبيراً عن الولاء ولتجديد البيعة للإمام الحسين (ع) حفيد النبي الأكرم (ص).
وافترش المعزون شوارع العاصمة المنامة حيث استمعوا إلى واقعة عاشوراء، قبل أن تخرج المواكب إحياءً للمناسبة.
فقد شهدت البحرين في اليومين الثامن والتاسع من شهر محرم الحرام مسيرات “قواسم البحرين” في عدّة بلدات احياء لذكرى عاشوراء، وحسب موقع “۱۴ فبراير” فقد ارتدت منطقة المالكيّة لباس الطفّ الأخضر، يوم الخميس ۲۲ تشرين الأوّل وجاب أبناؤها الحسينيّون أرجاءها، في مسيرة حاشدة، حيث حضر مجسّم لـ “دوار الشهداء” محمولًا على أيدي الثوّار.
كما انطلقت مسيرة أخرى لـ “قواسم البحرين” في بلدة النعيم، التي أضاء أهلها شموع الشهادة، يتقدّمهم أولياء الدم “آباء الشهداء”، استذكارًا لشهداء البحرين سيّما القواسم.
وأحيت جزيرة سترة أيضًا ذكرى “قواسم البحرين” في مسيرة مهيبة جابت أرجاءها، على وقع نداءات التأسّي بالقاسم بن الحسن “ع”.
كما اقام المسلمون الشيعة من السود وغيرهم مراسم عزاء مماثلة في العاصمة الاميركية واشنطن أقاموا مراسم العزاء بمناسبة استشهاد السبط الاصغر وحفيد النبي الاكرم (ص) وريحانته الامام الحسين (ع) وذلك في أول مركز اسلامي للسود الأمريكيين الشيعة في ضاحية واشنطن طوال ليالي محرم حيث انطلق من هذا المركز صوت البكاء والنحيب على مصاب سيد شباب أهل الجنة وخلد المشاركون في هذه المراسم ذكرى تضحيات الأصحاب الأوفياء لذلك الامام الهمام.
واقام المسلمون السود في أكثر من 11 مركزا اسلاميا المأتم بهذه المناسبة الأليمة أيضا حيث أشار الخطباء في هذه المراكز الى جانب من السجايا الاخلاقية والجهادية لسبط النبي الاكرم (ص) ومواقفه المشرفة التي سجلها في يوم عاشوراء.
وقد انطلقت الآهات والاحزان من مسجد الثقلين الذي يمر على تأسيسه أكثر من عام واحد وانهمرت الدموع على خدود محبي أهل البيت عليهم السلام الذين خلدوا ذكرى تضحيات سيد الشهداء في يوم العاشر من محرم وتقديمه طفله الرضيع شهيدا وأشادوا بمواقف اخيه العباس بن علي (عليهما السلام).
وفي تركيا فقد اِحيا مئات آلآف المسلمين الشيعة من الاتراكِ مراسمِ عاشوراءَ فى مِنطقةِ هالكالى وَسْطَ مدينةِ اسطنبول شاركَ فيهِ ممثلونَ عن مُختلفِ الاحزاب السياسية.