مؤتمر “بغداد-٢”.. تعويل لبناني لنسج حلول لإزماته
وكالة أنباء آسيا-
زينة أرزوني:
الملف اللبناني، الذي تقلب صفحاته دول الخارج، وتصيغ حروف الاتفاق على اسم رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، وطريقة التعامل بالملفات الاقتصادية والمالية، يجول مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عربياً فبعد الدوحة انتقل ماركون متأبطاً ملف لبنان الى عمان للمشاركة في مؤتمر “بغداد-2″، بحسب مصادر دبلوماسية.
وعلى الرغم من ان لبنان ليس مدعواً، إلا انه سيحضر اليوم، بأزماته وفراغه الرئاسي على الطاولة العراقية في المؤتمر، الذي يضمّ كلّا من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر وتركيا وإيران والبحرين والأردن والعراق إلى جانب فرنسا، التي سعت خلال التحضير للمؤتمر على مشاركة إيران والسعودية بوفدين بارزين، لكي يتسنى للرئيس الفرنسي مقاربة مشكلة لبنان، بواقعية مع كل منهما والتفاهم على كيفية المساعدة، بحسب المصادر.
وانطلاقا من هذه المؤشرات فإن بعض اللبنانيين يبنون على القمة بشطريها العربي والفرنسي رهانات عدة، معولين بحسب المصادر الدبلوماسية على اللقاء السعودي- الإيراني في خلال المؤتمر، والتي تشير الى انه في حال نجح الرئيس الفرنسي في توأمة هذا اللقاء مع الحراك الدولي الذي يقوده باتجاه واشنطن والقاهرة والرياض وطهران، حكماً سيستفيد لبنان من هذا الجو الايجابي، وستبدأ الانفراجات تنعكس على ملفاته وخصوصاً الرئاسية، بحسب ترجيحات المصادر.
ولكن وعلى الرغم من ان لبنان سيكون حاضرا على جدول أعمال المؤتمر، وفي بيانه الختامي، إلا ان اوساط سياسية لبنانية، أكدت أنّ المؤتمر لن يخرج بحلول متقدّمة للوضع القائم في لبنان، مشيرة الى ان المواقف لن تخرج عن سقف المحادثات والتشاور وربما التأكيد على عناوين عامة.
بدوره، دعا العميد الركن خالد حمادة اللبنانيين الى عدم الرهان على هذا المؤتمر، لأنه لن يخرج عن مسلّمات سبق أن كانت مخرجا في العديد من المؤتمرات التي أجريت سواء في قطر أو السعودية أو تلك التي شارك فيها ماكرون والادارة الأميركية، مشدداً على ان المؤتمر لن يخرج أيضا عن الأفكار السابقة وأبرزها الالتزام بإتفاق الطائف، انتخاب رئيس للجمهورية، السير بالاصلاحات الهيكلية المطلوبة، وكذلك اصلاح القطاع المصرفي.
في غضون ذلك، أكدت مصادر الرئاسة الفرنسية أن باريس ترى أنه في ظل الانهيار القائم والشغور الرئاسي هناك ضرورة ملحّة في التشاور مع المسؤولين في المنطقة حول التطورات الجارية، وأنه لا يمكن ترك الاوضاع على حالها في لبنان في ظل الشغور الرئاسي.
ولكنها رأت أيضاً أن الحل لا بد أن يأتي من الداخل، وعلى اللبنانيين طرح إسم رئيس ومرشح والاتفاق عليه، لان هذا الامر يعود اساساً اليهم.
وأشارت المصادر الى أنها لمست أيضا هذا الموقف من واشنطن والرياض وعواصم أخرى مهتمة بالملف اللبناني، لان العكس سيعني التدخل في الشؤون الداخلية.
وكانت مديرة دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية آن غيغين قد أجرت مشاورات في الرياض الاسبوع الماضي حول الاوضاع في لبنان مع نظرائها والمسؤولين عن الملف، وسيُستكمل البحث بالملف اللبناني في لقاء يعقد في باريس خلال شهر كانون الثاني على مستوى سفراء، في إطار التنسيق المستمر بين الإدارتين في كلا البلدين.