مأساةُ الحصار لمطار صنعاء
صحيفة المسيرة اليمنية-
أحمد داوود:
العقاب الجماعي والحصار البري والبحري والجوي من أكبر الجرائم التي ارتكبها ولا يزال العدوان الأمريكي السعوديّ على بلادنا طيلة 9 سنوات مضت، وهو إجراء مخالف لمبادئ القانون الدولي وللشرائع السماوية والإنسانية.
في 9 أغسطُس 2016 أغلق العدوان الأمريكي السعوديّ مطار صنعاء، فتوقفت الرحلات الجوية منه وإليه، وعاش اليمنيون إلى يومنا هذا سنوات قاسية كانت أكثر وجعاً وإيلاماً على المرضى الذين هم في أمسِّ الحاجة للسفر للخارج لتلقي العلاج، ومع ذلك لم تنظر إليهم الأمم المتحدة ولا المجتمع الدولي بعين الرحمة، وواصل الأعداء سياسَة “الخنق” بكل وقاحة ولؤم.
تقدر الإحصائيات عدد المرضى اليمنيين الذين توفوا؛ بسَببِ إغلاق مطار صنعاء الدولي بحوالي 80 ألف مريض، في حين أن هناك أكثر من 400 ألف مريض حالتهم مستعصية ويريدون السفر إلى الخارج عبر المطار، وَإذَا استمر الإغلاق فَــإنَّ ذلك يعني المزيد من الوفيات؛ ولهذا تظل مأساة الحصار هي الأكثر إيلاماً للقيادة وللشعب.
إن استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي يعني الحكم بإعدام آلاف المرضى، كما حدث مؤخّراً لمريضة توفيت وهي على سُلَّمِ الطائرة بالمطار كانت في رحلة للخارج للعلاج، بعد أن ظلت لأشهر تنتظر دورها للسفر الذي حدّد لجهة واحدة فقط وهي الأردن، في إجراء تعسفي لا يمكن أن يقبل به أحد.
لا شك أن الأمريكي والسعوديّ والمرتزِقة، وبعد أن فشلوا في تحقيق انتصار عسكري على أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في الميدان، لم يعد لديهم سوى الورقة الإنسانية للمساومة، آملين أن يجبر هذا الإجراء صنعاء على تقديم التنازلات، لكن هذه السياسة باءت بالفشل، فالصبر الكبير والاستراتيجي للشعب اليمني كان من أهم وأبرز عوامل الصمود في التصدي لهذه العنجهية المتواصلة لدول العدوان.
ليس هناك شعب أشد كبرياء من الشعب اليمني، واجه العدوان والحصار طيلة 9 سنوات بصبر وثبات لا نظير له، تحمل كُـلّ الآلام والمتاعب، ومع كُـلّ محنة كان يقف شامخاً قوياً عزيزاً لا يعرف الخضوع ولا الاستسلام، ومع ذلك لم يستوعب السعوديّ ولا الأمريكي والإماراتي الدرس حتى الآن.
هذه السياسة الموحشة لتحالف العدوان لا يمكن أن تمر بسلام، والقيادة الثورية والسياسية والعسكرية لا يمكن أن تسكت إلى ما لا نهاية؛ هي تؤكّـد للأعداء بأن الملف الإنساني يجب أن يكون بعيدًا عن أية مساومة، لا ينبغي المساومة بفتح مطار صنعاء ولا المساومة بالرواتب وفتح ميناء الحديدة، مقابل تقديم تنازلات في الجانب العسكري؛ فهذه أمور لا يمكن لَيُّ ذراع صنعاء عن طريقها، مع أنها حساسة ومؤلمة للجميع، لكن إذَا ما استمر العدوّ في غيه وعدم استيعاب المتغيرات في الواقع فَــإنَّ القيادة تعرف الطريق لتأديبه، ولن يكون ذلك بعيدًا على الإطلاق.