لهذه الاسباب اقتربت ساعة الصفر لتحرير الموصل
اعتبر خبير عراقي في الشؤون الامنية والاستراتيجية، ان ساعة الصفر لتحرير مدينة الموصل شمالي العراق، مرتبطة بالعمليات الجارية في محافظة صلاح الدين بعد تحقيق الانتصارات الواسعة للقوات الامنية والحشد الشعبي وابناء العشائر.
وقال محمد النعناع في حديث مع قناة العالم الاخبارية اليوم الاثنين: ان قرب تحرير الموصل يستدعي تأمين الطرق المؤدية لها، واعدام اي حالة تسلل او تفريغ للعناصر الارهابية من “داعش” وغيرهم من البعثيين الصداميين الى مناطق جنوبي كركوك لكي تشكل بؤرة جديدة وتتمرس هناك ويصعب في مرحلة لاحقة تطهير هذا المكان.
واوضح النعناع، ان تواصل العمليات للجيش العراقي والحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين وانطلاقها من ديالى، حمرين، سد العظيم ووصولاً الى شرق تكريت ادت الى تأمين مساحات واسعة بسرعة استثنائية، حيث تم تحرير ما يقارب من 30 قرية في غضون 8 ساعات فقط، مبيناً ان هذا يدل على ان العمليات العسكرية بامكانها السيطرة على خطي الامداد والاوستراد وهما خط ديالى- كركوك- صلاح الدين- بيجي، التي كانت مسرح عمليات لداعش ولاعمال الفوضى والعنف هناك.
واكد النعناع، ان القوات العراقية سيطرت على اماكن كانت عصابات داعش تنطلق منها لمهاجمة القوات الامنية، مشيراً الى ان التنسيق بين القوات العراقية والحشد الشعبي وقوات البيشمركة سوف يسهل الامور في كركوك وتحديداً في الحويجة جنوبي غرب المدينة، التي تعتبر مركز ثقل للدواعش وواحدة من الامارات لهم، وهذا معناه عدم السماح لهم بتركيز قوتهم مرة اخرى واعادة صفوفهم التي تم اختراقها وتهديمها وكسر دفاعاتها في صلاح الدين.
واعتبر، ان مسألة صلاح الدين هي مسألة وقت، لانتهاء موعد تحرير المحاور والوصول الى مرحلة التطهير والاطباق، وصولاً الى تحرير كامل لمحافظة صلاح الدين.
واكد الخبير الاستراتيجي، انه العمليات العسكرية في صلاح الدين لها صلة كبيرة جداً من الناحية الجغرافية والاستراتيجية التكتيكية العسكرية، على اساس ان الممرات منفتحة هناك بين محافظتي صلاح الدين ونينوى، اضافة الى منطقة الشرقاط التي يحتمل لجوء بعض الدواعش لها، باعتبارها نقطة اتصال بين صلاح الدين ونينوى، مشدداً على ان العملية العسكرية ستؤدي الى قطع الخطوط بالكامل على الموصل آخر معقل لداعش، ليتم بعدها قطع اهم معبر للدواعش وهو معبر ربيعة بجهود قوات البيشمركة وعشائر شمر هناك، مشيراً الى ان هذه العملية تجري بشكل تنسيق كامل وواسع جداً لاجهاض اي محاولة تمترس جديدة وتشكيل نقاط دفاعات للدواعش.
من جانب آخر، اعتبر النعناع، ان الحشد الشعبي تحول الى قوة وطنية ترعاه المرجعية الدينية، بعد انضمام الالاف من ابناء العشائر امثال آل جبور والعبيد وعشائر اخرى والمسيحيين، واعادت الهيبة للمنظومة العسكرية والدفاع والداخلية والشرطة الاتحادية.
وحول زيارة ديمبسي لبغداد، اكد الخبير الاستراتيجي، ان الاميركيين يريدون الدخول بقوة بعمليات العراقيين لطرد الدواعش كي لا يتهموا بانهم لم يساندوا في هذا الموضوع، على الرغم من تقاعسهم عن مساعدة الجيش العراقي، مبيناً الى انه وصل الامر بهم الى الاتصال يومياً بالجهات السياسية والامنية العراقية ليصوروا بانهم ساعدوا في انتصار العراقيين على الدواعش والقضاء على المجموعات الارهابية.
واوضح ان الاميركيين لا يرغبون ان يتحقق النصر فقط على يد العراقيين لانه سيكون حافزاً لشعوب اخرى كسوريا واليمن ومصر ودول اخرى لان تناضل من اجل الخلاص من “داعش”، معتبراً ان التقدم الحاصل في صلاح الدين قد اصبح نكسة للاميركان الذين يريدون اشراك دول اخرى في الانتصارات كتركيا التي قدمت مساعدة مؤخراً بعد ان علمت هذه الدول ان العراقيين قادرين على ان يدحروا الارهاب والتخلص من المجموعات الارهابية بأنفسهم.