لهذه الأسباب لم تشمل صفقة إطلاق عيّاد العسكريين المخطوفين!
موقع النشرة الإخباري ـ
حسين عاصي:
“نحن قومٌ لا نترك أسرانا في السجون”..
هي معادلة أطلقها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله يوم كان للحزب أسرى في السجون الإسرائيلية، وهي معادلة عادت إلى الواجهة اليوم مع إعلان الحزب عن إطلاق الأسير عماد عيّاد، الذي كان “الجيش السوري الحر” قد اختطفه قبل أسابيع..
وإذا كان “الإنجاز” كبيرًا، كما يؤكد المتابعون، فإنّه أتى “مفاجئًا” للكثيرين، خصوصًا أنّ أيّ “مؤشراتٍ” له لم تطف على السطح خلال الأيام الماضية، ما طرح أسئلة مشروعة حول “الخلفيات” التي أدّت إلى مثل هذه “الخاتمة السعيدة”، في وقتٍ لا يزال عسكريون لبنانيون قابعين بين الحياة والموت بيد إرهابيي “داعش” و”جبهة النصرة”.
عنصران مقابل عنصر..
لا “خلفيات”، تؤكد مصادر مواكبة للمفاوضات التي جرت وأسفرت عن إطلاق عيّاد. وتوضح هذه المصادر أنّ كلّ ما في الأمر هو أنّ “حزب الله” استخدم أوراق القوة الموجودة لديه، والتي تتمثل في أسرى المسلحين لديه، مع تشديدها على أنّ عملية التفاوض تمّت مع “الجيش السوري الحر” وليس مع “جبهة النصرة”، كما ذكرت بعض وسائل الإعلام، وذلك عبر أحد الوسطاء، مع تلميحها إلى أنّ الوسيط هذه المرّة ليس نفسه الوسيط التقليدي الذي كان يُعتمَد من قبل الحزب.
وفيما تجزم المصادر أنّ عيّاد هو الأسير الوحيد لـ”حزب الله” خلال كل المواجهات التي خاضها في سوريا منذ سنوات، وقد تم تحريره في أسرع وقت ممكن، تلفت إلى أنّ المفاوضات كانت سرية ودقيقة وعملية وليس فيها ابتزاز وضغوط وتوظيف سياسي وإعلامي، مشيرة في الوقت عينه إلى أنّ المطالب التي أدت إلى نجاح عملية التبادل كانت معقولة وضمن إطار منطق التفاوض حيث أطلق “حزب الله” عنصرين “عاديين” من أسرى “الجيش الحر” لديه مقابل إطلاق الأسير عيّاد.
ماذا عن مخطوفي الجيش؟
ولكن لماذا لم تشمل عملية التبادل مخطوفي الجيش اللبناني، والذين يعاني أهاليهم الأمرّين منذ اختطافهم بعيد أحداث عرسال؟
يأتي الجواب سريعًا على لسان المصادر بأنّ الربط بين المسألتين غير واقعي، أولاً لأنّ مفاوضات “حزب الله” كانت مع “الجيش الحر” الذي يحتجز أسرى من عناصره، وليس مع “داعش” و”النصرة” اللذين يختطفان جنود الجيش اللبناني، وثانيًا، وهنا الأهمّ، لأنّ مفاوضات مخطوفي الجيش تتولاها الدولة اللبنانية بشكل رسمي.
تنفي المصادر نفيًا قاطعًا أن يكون “حزب الله” قد أقفل أبواب التفاوض يومًا، مشيرة إلى أنّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله نفى هذه الشائعات شخصيًا، وأكد أنّ الحزب يؤيد التفاوض بالمطلق، وهو الذي لطالما اعتمده. أكثر من ذلك، تقول المصادر أنّ “حزب الله” بتحريره أسيره وفق معادلة (أسير مقابل أسيرين) يمكن أن يكون قد ساعد الدولة اللبنانية على تجاوز نصف الشوط في مفاوضاتها مع “النصرة” و”داعش”، أي أنه يمكن للدولة أن تأخذ ما جرى اليوم معياراً للتفاوض، بما من شأنه وقف إبتزاز هذه الجماعات للمفاوض اللبناني.
القاعدة الذهبية..
في مطلق الأحوال، تشدّد المصادر على أنّ ما حصل هو إنجاز كبير وتطبيق للقاعدة الذهبية المتمثلة في أن المقاومة لا تترك أسراها في المعتقلات والسجون وتبذل كل جهد ممكن ومطلوب لإطلاقهم.
ومن هذه القاعدة بالتحديد، ومن خلال وضع حدّ لكلّ أشكال الابتزاز والضغوط، يمكن للدولة اللبنانية أن تنطلق في مفاوضاتها مع إرهابيي “النصرة” و”داعش”، مفاوضاتٌ قد تكون أصعب بأشواط، ولكن لا بدّ منها للوصول إلى شاطئ الأمان!