لهذه الأسباب توقف «العدوان السعودي على اليمن»
موقع إنباء الإخباري ـ
د. حسين خليل:
منذ الإعلان المفاجىء عن تعليق عملية “عاصفة الحزم” بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، تبادر إلى الكثيرين السؤال الكبير: لماذا توقفت العملية الآن؟
و جاء تبرير قوات التحالف العربية غير شافٍ، حيث أﻋﻠﻨﺖ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻧﺘﻬﺎﺀ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﺰﻡ ﺑﻌﺪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ، ﻭﺑﺪﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ “ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻞ” ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﻑ لإﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ. ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﺰﻡ أﻥ “ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﺰﻡ ﻟﻴﺴﺖ ﻭﻗﻔﺎً ﻻﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ”، ﻣﺆﻛﺪﺍ أﻧﻪ “ﻧﺠﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ”.
إلا أنه و بخلاف بيان التحالف فإن الاهداف المعلنة سابقاً للعملية لم تتحقق . فلا زال الحوثيون يسيطرون على حوالي 90% من مساحة اليمن، متمتعين بشيء كبير من القوة، فضلاً عن أن الرئيس المخلوع عبد ربه هادي منصور لا زال خارج البلاد وغير ممسوح له بالعودة. جلّ ما تحقق هو تدمير المدن والبنى التحتية، و قتل الأبرياء وتهجير السكان، إضافة إلى تدمير بعض المواقع التابعة للحوثيين.
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، رفض الإفصاح عن هويته، أن الأيام الماضية شهدت مناقشات بين مسؤولين من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات بهدف إنهاء القصف الجوي الذي تشنه مقاتلات “عاصفة الحزم” ضد أهداف باليمن.
وأكد المسؤول الأمريكي أن السبب وراء تلك المناقشات والرغبة في وقف القصف هو أن الضرر الجانبي الناجم عن القصف كان كبيراً جداً.
وذكرت الصحيفة أن السعودية وقعت تحت ضغط دولي بسبب القصف الذي ضرب أهدافاً مدنية، بما في ذلك معسكراً للنازحين اليمنيين قتل فيه العشرات وكذلك مخزن طوارئ إغاثي تابع لمنظمة أوكسفام البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع بين السعودية والمتمردين الحوثيين في اليمن زاد من تهديد إرباك الولايات المتحدة وإيران اللذين دخلا مرحلة المفاوضات النهائية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وهذا ما أكده نبيل خوري، رئيس البعثة الأمريكية السابق في اليمن،الذي صرح بالأمس: ” أن أوباما طلب من الملك سلمان إيقاف عملية عاصفة الحزم لأنه لا يريد أن تتسبب الحرب بالحؤول دون توقيع الإتفاق النووي الإيراني. وحذر من أنّ واشنطن لن تتدخل إذا ما ساهمت إيران بإسقاط الطائرات السعودية .”
وأضافت الصحيفة أنّ الولايات المتحدة دعمت السعودية في حربها باليمن وحركت سفناً حربية إلى ساحل اليمن لتحذير إيران حتى لا تعيد تسليح الحوثيين.
وتابعت أنه وعلى الرغم من إعلان التحالف وقف عمليات عاصفة الحزم، إلا أنه لا توجد إشارة تدل على تراجع الحوثيين من أي من الأراضي التي سيطروا عليها، بما في ذلك صنعاء والمناطق الجنوبية خاصة في عدن.
وكانت منظمات إغاثية دولية انتقدت السعودية نتيجة الضربات الجوية العشوائية، وكذلك الحصار المفروض على اليمن الذي تسبب في نقص حاد في الطعام والمياه والوقود والدواء.
وذكرت الصحيفة أنه لا يعرف بعد ما إذا كانت السعودية وإيران قد دخلتا في مفاوضات أدت إلى إنهاء عملية عاصفة الحزم، أو أن وقف العملية من شأنه أن يقود إلى محادثات سلام بين الأطراف المتصارعة في اليمن.
هذا، وإن كانت عملية عاصفة الحزم قد انتهت، فالوضع في اليمن ما زال مفتوحاً على احتمالاتٍ عدة، وبالتأكيد سيكون لتداعياتها ومفاعيلها التأثير الكبير على سياسة المنطقة ورسم خريطتها السياسية لسنوات طويلة قادمة.