لن نقول وداعاً السفير!
موقع إنباء الإخباري ـ
علا فحص*:
بعد مرور أربعة عقود من تقديم نفسها على أنها صوت الإعلام الهادف والمدافع عن القضايا العربية، حيث أفردت صفحاتها للمساحات التعبيرية الحرة، تغيب جريدة السفير ويغيب معها تاريخ مشرق من لبنان.
فمن كانت صوت الذين لا صوت لهم، لا صوت لها اليوم بعد أن قرر الأستاذ طلال سلمان، فارسها الأول، توقيف إصدار الجريدة بعددها الورقي بشكل نهائي بسبب العديد من الأسباب والتي في جملتها تعكس الواقع الرديء الذي ساد في الحياة السياسية و الاقتصادية سواء على الصعيد الداخلي أو الإقليمي.
جريدة السفير هي واحدة من أوراق التوت التي تستر ما تبقى من إعلام هادف وعروبي حق في زمن ضل فيه الوطن العربي عن قضيته الأساس فلسطين، وبات يحمل مبادئ مناقضة لمفهوم الإجماع العربي.
لن نقول وداعا” للسفير اليوم و لن نقولها أبدا”، فمن حمل أخبار تحرير الأرض من العدوان ومن ناصر كل قضايا الحق ومن كان مؤمناً بمبادئ وكاريكاتير حنظلة للراحل ناجي العلي، لا يمكن أن يتم نسيانه ولو كان الزمن يحمل ذاكرة سمكة!
لن نقول وداعاً للسفير ولو جار الزمان وخيّب الآمال الكثيرة، فجريدة السفير وثّقت للذاكرة العربية تاريخها وصقلت إعلامها بما يتلاءم مع حرية لبنان وسيادته ومجده العلمي.
لن نقول وداعاً لصوت الذين لا صوت لهم، بل سنقول إلى اللقاء جريدة السفير ونحمل لها كل مشاعر الإحترام والتقدير وكل المحبة لتاريخ مشرق من إعلام لبنان.
*ماجيستير إعلام و تواصل