لمَ تناول السمك مرّتين أسبوعياً؟
يُشكّل السمك والأنواع الأخرى من ثمار البحر قيمة غذائيّة إسثنائيّة لا يُعلى عليها. لكن، ما الذي يدفع الأطباء إلى التشديد على ضرورة استهلاكه؟
إضافةً إلى الأحماض الدهنيّة الأساسيّة «الأوميغا 3»، المشهورة بأهمّيتها الصحّية، يضمّ السمك مجموعة منوّعة من المعادن الأساسيّة لأداء الجسم السليم.
وتنصح منظمة الصحّة العالميّة، بالحصول على السمك أقلّه مرّتين أسبوعياً. في الواقع، إنّ منتجات البحر (السمك، الصفد، القشريات)، تُغطّي جزءاً مهمّاً من إحتياجاتنا للأوميغا 3، والفيتامينات خصوصاً الـ B12 وD، واليود والسلينيوم. ناهيك عن أنّ ثمار البحر تؤمّن حتماً المانغانيز، والنحاس، والزنك بكميات كبيرة.
بحسب خبراء التغذية، إنّ عدم إستهلاك هذه المأكولات بكمية جيّدة قد يؤدي إلى عدم توازن غذائي مضرّ جداً بالصحّة. ما يعني إذاً أنّ السمك ضروري لمُختلف الأعمار.
الأوميغا 3
إنّ تناول السمك الغنيّ بالأوميغا 3 يخفّض خطر أمراض القلب والأوعية الدموية والموت جرّاء هذه الأمراض. لذلك يجب على كلّ واحد منّا تناوله مرّتين على الأقلّ أسبوعياً سواء كنّا نعاني أمراض القلب أو لا. أمّا الأنواع الأكثر غنى بالأوميغا 3 فتشمل السلمون، والهارينغ، والمكاريل، والسردين… كذلك فإنّ ثمار البحر تحتوي بدورها كمية جيّدة من الأوميغا 3، وبالتالي فإنّ تناول دزينة من المِحار على سبيل المثال يسمح بتغطية احتياجاتنا اليوميّة.
ضدّ أخطر الأمراض
الى ذلك، وجدت دراسات عدّة أنّ إستهلاك السمك بإنتظام يُقلّص خطر الإصابة بالأورام، خصوصاً سرطانات البروستات والقولون والمستقيم. ولثمار البحر آثار مُفيدة ضدّ التهاب المفاصل الروماتويدي، والصدفية، والضمور البقعي المرتبط بالتقدّم في العمر، والألزهايمر. كلّ هذه الإنعكاسات الإيجابيّة مرتبطة بالأوميغا 3.
العظام
تعاني نسبة كبيرة من اللبنانيّين نقصاً في الفيتامين D المهمّ لتعزيز إمتصاص الكالسيوم وبالتالي تقوية العظام، وما هو معلوم أنّ أطعمة معدودة تحتويه بكمية جيّدة. غير أنّ منتجات البحر الغنيّة بالفيتامين D تساهم في تقوية العظام، وبالتالي مكافحة هشاشتها. نعني بذلك تحديداً السلمون، والهارينغ، والمِحار، والسردين، والمكاريل، والكافيار…
مصدر ثمين للبروتين
إنّ مختلف منتجات البحر تشكّل مصدراً ممتازاً للبروتينات ذات النوعيّة الجيّدة. يضمن السمك، تماماً مثل اللحوم، كمية مرتفعة من الدهون إلى جانب البروتينات. غير أنّ الأحماض الدهنيّة التي يقدّمها تتمتّع بميزة مفيدة للصحّة بفضل الأوميغا 3، بِعكس اللحوم.
الحمل والرضاعة
لا غنى عن اليود لإنتاج هورمونات الغدّة الدرقية التي تُعد مهمّة جداً خلال نموّ الجنين، تحديداً من أجل تشكيل الجهاز العصبي. يساهم السمك وثمار البحر بشكل إستثنائي في تغطية هذه الإحتياجات. خلال الحمل، تتضاعف إحتياجات الأوميغا 3، والفيتامين D، والحديد. هنا أيضاً السمك يُشكّل مساعدة مُثيرة للإهتمام، خصوصاً التونة الغني بالحديد. أمّا أثناء الرضاعة، فإنّ إحتياجات الأوميغا 3 هي التي ترتفع.
الفوسفور
يُعتبر السمك من أهمّ الأطعمة الغنيّة بالفوسفور الذي لا غنى عنه من أجل سلامة وظائف الخلايا العصبيّة وبالتالي الدماغ. إشارة إلى أنّه مهمّ جداً لعظام وأسنان صحّية، كذلك فهو يضمن توازن الـ pH في الجسم ويولّد الطاقة ويستخدمها.
معادن أساسيّة
يقدّم السمك للجسم مجموعة كبيرة ومنوّعة من أهمّ المعادن، مثل السلينيوم الذي يدخل في تركيبة أنزيم مضادة للأكسدة، ويساعد في تنظيم هورمونات الغدّة الدرقيّة، ويدعم الجهاز المناعي الصحّي. بحسب بعض الأبحاث، توجد علاقة بين نقص السيلينيوم الغذائي والشيخوخة. إنّ ثمار البحر بدورها غنيّة بهذه المادة الغذائيّة وتحتوي نوعاً مُتاحاً بسهولة للجسم. من جهة أخرى، إنّ المِحار لا يحتوي السلينيوم فحسب، إنّما أيضاً المانغانيز الذي يشارك في تشكيل العظام، والنحاس الذي يعمل مع الحديد من أجل إنتاج خلايا دم حمراء صحّية، والزنك الذي يدعم الجهاز المناعي الصحّي. بالإضافة إلى معادن أخرى أساسيّة تشارك في إنتاج مضادات الأكسدة.
إن أردت إذاً تحصين جسمك ضدّ المشكلات الصحّية التي تُصيب قلبك، وعظامك، ومختلف أعضائك، أكثر من إستهلاك السمك وإحرص على شَويه بدل قَليه لضمان أعلى جرعة من العناصر الغذائيّة الثمينة التي يُخبّئها.
صحيفة الجمهورية اللبنانية