لماذا منيت الخطوة الأولى لإحياء مشروع الإضطرابات داخل إيران بالفشل؟
وكالة مهر للأنباء –
مهدي جان تيغي*:
تعرضت إيران لحرب سيبرانية متقدمة لسنوات عديدة، وهذه الحرب المفروضة بالطبع لم تذهب سدى، وأصبحت إيران حتماً من أكثر الدول تقدمًا في العالم في هذا المجال، ولعدة سنوات حتى الآن لم تكن مجرد مدافعة حسبما أكد الصهاينة والأمريكيون على أعلى المستويات القوة السيبرانية لإيران وتحدثوا دائمًا عن العمليات السيبرانية الكبيرة لإيران ضد مصالحهم.
عزز الأمريكيون والصهاينة، خلال السنوات الأخيرة الذين تجنبوا خيار الحرب وجهاً لوجه وعواقبها الخطيرة للغاية، خيارات أخرى ونفذوا مجموعة من العقوبات والعمليات الاستخباراتية والحرب الإلكترونية على أعلى المستويلات، بحيث بالنسبة للعقوبات، قال المسؤولون الأمريكيون مرارًا إنهم فرضوا أكبر عقوبات في التاريخ ضد إيران.
الحرب الإلكترونية ضد إيران حقيقة لا يمكن إنكارها، لكن يجب النظر إليها بواقعية وقبولها كحقيقة أخرى من عمق العداء المبطن للغرب والصهاينة للجمهورية الإسلامية تمامًا كما عانى شعوب العديد من الدول الغربية والأمريكية والصهيونية من الحرب الإلكترونية ضدهم
كما أن العمليات الاستخباراتية تشمل اغتيالات لشخصيات عسكرية بارزة وعلماء نوويين، وتخريبًا لمنشآت نووية والنقاط الأمنية الحساسة، الأمر الذي يظهر النشاط غير المسبوق لهذا الخيار ضد إيران. في غضون ذلك، أصبحت الحرب الإلكترونية نشطة للغاية في السنوات الأخيرة وتم تنفيذ العشرات من العمليات الصغيرة والكبيرة، والتي، بالطبع، مثل العشرات من الخطط المذكورة الأخرى، قد فشلت فشلا ذريعا، وكقاعدة عامة، لم يطلع المواطنون كثيرًا عليها لاعتبارات أمنية. لذلك فإن الحرب الإلكترونية ضد إيران حقيقة لا يمكن إنكارها، لكن يجب النظر إليها بواقعية وقبولها كحقيقة أخرى من عمق العداء المبطن للغرب والصهاينة للجمهورية الإسلامية تمامًا كما عانى شعوب العديد من الدول الغربية والأمريكية والصهيونية من الحرب الإلكترونية ضدهم في السنوات الأخيرة وقبلوها على أنها حقيقة واقعة في عالم الحروب الجديدة اليوم.
تعتبر عملية الأمس السيبرانية ضد إيران بالتركيز على محطات الوقود إحدى الحقائق التي حدثت ويجب تحليلها بشكل واقعي. يبدو أن هذه العملية تعتبر عملية إلكترونية ناجحة لتحقيق أهدافها لعدة ساعات، لكنها فشلت تمامًا في تحقيق أهدافها الرئيسية. وعليه غرد عاموس يادلين، الرئيس السابق لجهاز المخابرات العسكرية للكيان الصهيوني، عن نتائج الهجوم السيبراني على محطة الوقود وقال هل هذه الضربة غيرت سلوك إيران الإقليمي أم أدت إلى أعمال شغب؟!
حاولوا نشر شائعات عن موجة تصاعد لأسعار البنزين تحصل في البلاد أمس، وذلك بالتزامن مع تعطل محطات الوقود، ولكن مع الإجراءات الإعلامية المناسبة، لم تحقق هذه العملية النفسية أي من أهدافها
هذا وحسبت أجهزة المخابرات الأمريكية والكيان الصهيوني أن قضية البنزين تحولت إلى أرضية عمليات استخباراتية مناسبة ضد إيران، إلا أن الهدف من إشعال نار المشاغب وأعمال الفوضى لم تحدث يوم أمس ؟! بذل التيار المضاد للثورة وأجهزة المخابرات جهودا كبيرة في الأسابيع القليلة الماضية لإلقاء يأس مبكر في قلوب المواطنين الإيرانيين عن أداء الحكومة الرئاسية، لكنهم أخفقوا.
كما حاولوا نشر شائعات عن موجة تصاعد لأسعار البنزين تحصل في البلاد أمس، وذلك بالتزامن مع تعطل محطات الوقود، ولكن مع الإجراءات الإعلامية المناسبة، لم تحقق هذه العملية النفسية أي من أهدافها. على أي حال، كانت الخطوة الأولى هي خلق فوضى واضطرابات في إيران بشكل غير كامل، لكن هذا الجشع لا يزال موجودًا في أجهزة المخابرات الغربية والأمريكية والصهيونية، والتي بمساعدة الجهات الخاضعة للغرب والقوى الأجنبية، يتربصون وينتظرون فشل البرامج الاقتصادية والمعيشية لمسؤولي الحكومة الـ13 (حكومة الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي” ونجاح المشروع الإعلامي والأمني في خلق خيبة أمل لدى الشعب.
*محلل سياسي إيراني