لماذا لا نتعلم ومتى نستيقظ؟!
موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
ما زال الاستعمار يستخدم نفس الأساليب القديمة التي كان يستخدمها في القرون الماضية.
يأتي بالعملاء، ويتم تلميعهم، ثم دفعهم إلى الميدان كرموز وطنية. من محمد الخامس إلى بورقيبة إلى موبوتو تم دفعهم للأمام لقيادة الحركة الوطنية. وإن ظهر منافس قوي يتم وأده، كما حصل مع النقابيين فرحات حشاد وصالح بن يوسف واللذين تم اغتيالهما على يد فرق الإغتيال الفرنسية.
واليوم نراها ثانية في تعصب البعض لأردوغان وكأنه منقذ الإسلام، مع أنه عندما تقرأ البيانات حوله لا ترى إلا عميلاً مندساً. هذا الكلام ليس مني بل من مؤسس الاتجاه الإسلامي المعاصر في تركيا البروفسور نجم الدين أربكان. عندما رأى الاستعمار الصليبي تعلق الشعب التركي بالإسلام من خلال إعطاء ثقته للأحزاب المتعاقبة التي أسسها نجم الدين أربكان، وكانت تكتسح الساحة، فكان تقديم أردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية كبديل عن حزب الفضيلة بقيادة نجم الدين أربكان.
واتهم رئيس اتحاد الشباب التركي إلكير يوجيل رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان بأنه “عميل” لأمريكا ويعمل على تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد، ووصفه بممثل “الدقيقة الواحدة”، في إشارة إلى موقف اردوغان في مؤتمر دافوس الاقتصادي عندما تصادم مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز.
وقال “يوجيل” في لقاء مطول مع موقع عكس السير: “لدينا الكثير من المستندات ان اردوغان شريك في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس”، مستشهداً بخطاب لأردوغان في مؤتمر حزب العدالة والتنمية في بلدة بايرامباشا عام 2006، حينما قال بصراحة من على المنبر “أنا رئيس مشارك في مشروع الشرق الأوسط الكبير وشمال أفريقيا، ونحن ماضون في تنفيذه”. وما زال هناك من يعتبره خليفة المسلمين.
وقد حصلت مثل هذه التلاعبات على مستوى الفصائل أيضا فتم تلميع أشخاص مثل أبي الزعيم وتم دسه على فتح، وتم دس خالد مشعل على حماس، وكما قال الإستاذ حسن الخطيب: “الترياق الذي أتى به زعيم الأمة العربيه الملك حسين للمناضل خالد مشعل الذي كان يشكل تهديداً ﻻسرائيل ثم أعطته الترياق تحت ضغط المملكه العظمى، نفس المسرحية بسيناريو جديد إطلاق سراح المناضل!
واليوم في فلسطين تتم صفقة البرغوثي- بولارد، في إنهاء دراماتيكي لعملية تلميع لمروان البرغوثي، لقيادة الفلسطينيين. فالقيادة الحالية من رئاسة السلطة الفلسطينية إلى رئاسة الوزراء تعتبر كل منها منظمة بقيادة منتهية الصلاحية، فلا تغامر إسرائيل بإعطائهم حتى الفتات! وحصان طروادة من الجهة الأخرى يتم إعداده وتلميعه على الملأ، محمد دحلان. إذا لدينا حصانين للمراهنة. وإذا أضفنا إليهم حمساوي، سيكون تحت سقف خالد مشعل، انتهت العملية ورجعنا إلى المربع الأول!
متى نستيقط؟ أم لننتظر كما فعلت الكونجو التي تحولت إلى زائير وانتظرت ما يزيد على الأربعة عقود لتتخلص من هذا الزيف أم تونس التي بقي بورقيبة قائدها إلا بعد ثلاثة عقود وبنفس طريقة تسلم بن علي قيادة الشعب التونسي، ليبقى على رأس السعب التونسي لربع قرن آخر؟
وبالله التوفيق،،،