لماذا قرر الجيش السوري حسم الأوضاع في حمص وريفها؟
موقع الانتقاد الإخباري ـ
باريس ـ نضال حمادة:
بعد مراوحة قاربت الشهرين، عادت المنطقة الوسطى في سوريا الى الواجهة العسكرية بعد الهجوم المباغت الذي شنه الجيش العربي السوري على تجمعات المسلحين ومراكزهم في مدينة حمص وريفها. وكانت نتائج الهجوم العسكري للجيش السوري والذي بدأ ليل الأحد الماضي أكثر مما توقعه حتى ضباط هذا الجيش لجهة الحسم السريع وعدد القتلى بين المسلحين حسب شهادات أهالي المنطقة على جانبي الحدود وحسب تصريحات المعارضة السورية نفسها..
الوضع الميداني بعد الهجوم:
بدأ الجيش العربي السوري هجومه بغارات جوية سريعة شكلت عنصر مفاجأة كبيرة للمسلحين حيث دمر مقر قيادة لهم في المدرسة الرسمية لقرية الزراعة على بعد 7 كلم من القصير وقتل في المدرسة نحو 65 مقاتلا ً كما أن منازل اتخذتها بعض القيادات المعروفة للمسلحين قد استهدفت مباشرة وقتل فيها العشرات من المسلحين وقياداتهم.
وخلال ساعات قليلة كانت مواقع المسلحين تنهار مثل بيت من الورق، وفقد هؤلاء خلال يوم واحد السيطرة عل مناطق وقرى بنوا فيها خلال عام بنية تحتية عسكرية، ومنها قرى تعتبر قلاعاً حصينة للمقاتلين الأجانب مثل قرية الزراعة التي سقطت في بداية الهجوم العسكري. وما أن حل مساء يوم الاثنين حتى سقطت غالبية قرى شرق حوض العاصي التي كانت مرتعاً للمسلحين الذين بدأو بالفرار الى قرى غرب العاصي مشتتين بينما دخل المئات منهم الى لبنان عبر سهل القاع. أما القرى التي سيطر عليها الجيش العربي السوري فهي: النزارية، العاطفية، ربلة، أبو حوري، جسر الدف، إضافة الى قرية جوسية الحدودية القريبة إلى معبر القاع. وحالياً يحاصر الجيش السوري مئات المسلحين في قرية الحسيبية الواقعة على الطريق الدولية بين بعلبك وحمص ويتوقع ان تتم السيطرة عليها خلال أيام قليلة، ومن ثم يتم تأمين الطريق الدولية بين لبنان وسوريا من جهة البقاع عند استعادة حمص ومنطقتها.
في السياق تعيش مدينة حمص أجواء شبه طبيعية حيث فتحت المدارس أبوابها وبدأت الدراسة في جامعة البعث بشكل طبيعي بينما يضيق الخناق على المسلحين في حي الخالدية الذي دخل الجيش السوري الجزء الأكبر منه خلال الأسبوع الماضي. كما ان مدينة القصير قد وقعت بين فكي كماشة ويتوقع سقوطها خلال فترة وجيزة.
قرار الحسم وأسبابه..
وترجع مصادر عليمة الهجوم العسكري للجيش العربي السوري حالياً الى عدة أسباب، منها ما هو متعلق بمعركة الحسم في ريف دمشق التي قاربت على نهايتها على الرغم من بعض التفجيرات والهجمات العنيفة، لكن الريف الدمشقي بغالبيته أصبح خارج منطق الجبهة العسكرية ولم تعد المعارضة المسلحة تسيطر فيه على أية بقعة مستقرة أو ثابتة، وتشير المراجع إلى أن الجيش السوري يرى ان حسم معركة المنطقة الوسطى سوف يسهل عملية الحسم في حلب. ويمكن إعادة الأسباب الاستراتيجية لعملية الحسم في المنطقة الوسطى إلى التالي:
1ـ تأمين خط الإمداد والتواصل بين شمال سوريا وجنوبها وفتح طريق حلب الشام.
2ـ وقف تهريب الأسلحة والمقاتلين من لبنان الى سوريا والذي يمر عبر بقعة الجورة في سهل القاع الى جوسيه فحمص، أو عبر عرسال، النبك والمنطقة السهلية المؤدية الى دمشق.
3ـ تأمين السيطرة على المعابر الحدودية مع لبنان بعد فقدان المعابر على الحدود مع تركيا بسبب تدخلات الجيش التركي المباشرة في الأزمة وفي هذا دلالة سيادية للدولة السورية.
4ـ حصر العمل المسلح المعارض من الجهة اللبنانية في منطقة الشمال وبالتالي التحضير لوضع آخر في تلك المنطقة خصوصاً أنها تعتبر بيئة حاضنة للجماعات التكفيرية الغريبة عن منطقة الشرق الأوسط.
5ـ التفرغ لمعركة حلب بعد تأمين دمشق والمنطقة الوسطى مع ملاحظة ان مدينة حماه وريفها تعتبر من أهدأ المناطق السورية حالياً وهذا ما يجعل خط دمشق حلب سالكاً.