لماذا غادرت #الطائرات_الامريكية مسرح عمليات #بوكمال في #سوريا؟
أوردت وكالة سبوتنيك الروسية ان الطائرات الحربية الامريكية التي كانت من المفترض ان توفر الغطاء الجوي للجماعة المسلحة الموسومة بالجيش السوري الجديد في عملية مخطط لها في سوريا ضد داعش قد تركت هذه الجماعة وحيدة في وسط العملية وغيرت وجهتها نحو الفلوجة في العراق ما ادى الى هزيمة جيش سوريا الجديد في المعركة ضد داعش.
وكانت هذه العملية ترمي الى استعادة مدينة بوكمال في شرقي سوريا من سيطرة داعش، وقد كتبت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسؤولين امريكيين معنيين ان الطائرات الحربية الامريكية تلقت اوامر في وسط هذه المعركة بمغادرة المنطقة والتوجه نحو ضواحي الفلوجة ونتيجة لذلك ارغم جيش سوريا الجديد على الانسحاب من هذه المنطقة والتراجع نحو 300 كيلومتر.
ولو تحررت بوكمال لكان ذلك يؤدي الى قطع الارتباط بين قوات داعش الموجودة في سوريا وقوات داعش الموجودة في العراق كما كان يتوقع حدوث انتفاضة عشائرية ضد داعش في هذه المنطقة اذا حضرت قوات عسكرية مناوئة لداعش وتجمعت فيها، لكن المتحدث باسم الجيش الامريكي “كريس غارور” قال ان الطائرات المشاركة في الهجوم على بوكمال غيرت وجهتها من اجل تدمير رتل لداعش كان يهرب من مدينة الفلوجة وقيل ان هذا الرتل تم تدميره في عملية جوية شاركت فيها القوات الجوية الامريكية والبريطانية والعراقية.
وكانت القوات الامريكية تعلم تماما ان جيش سوريا الجديد سيهزم في هذه المعركة اذا لم يتم اسناده لكن القوات الامريكية سحبت طائراتها من هذه المعركة الى منطقة اخرى، وفي الحقيقة كانت البنتاغون تدرك ان هذه الجماعة المسلحة المناوئة للحكومة السورية والمدعومة امريكيا لاتمتلك قدرة قتالية عالية، وفي هذ السياق يقول العقيد المتقاعد في الجيش السوري يحيى سليمان ان هذه ليست اول مرة تحاول فيه امريكا صنع قوة عسكرية من اجل قتال دعش من بين الجماعت التي تسمى بالمعتدلة، ويضيف العقيد سليمان في مقابلة مع جريدة ايزوستيا الروسية “لقد ذهبت مئات الملايين من الدولارات ادراج الرياح، ان الجيش السوري الجديد كان مشروعا مشتركا آخر بين امريكا والاردن، ان هذه الجماعة تشكلت من القبائل المنتشرة في شرق سوريا ولاتمتلك قدرات قتالية كافية.
ويؤكد سليمان ان ما يسمى بجيش سوريا الجديد تلقى تدريبات على يد مدربين امريكيين واردنيين وهو يحظى بدعم استخباراتي من هاتين الدولتين لكنه رغم ذلك ليس قادرا على تحقيق اهدافه التكتيكية والاستراتيجية.
من جهته يؤكد المتحدث باسم الجيش الامريكي ان هذه الجماعة ستبقى حليفة لامريكا في سوريا وان امريكا ستواصل دعم عملياتها، وفي هذا السياق تطرح صحيفة واشنطن بوست سؤالا هاما وتقول ” ان تغيير مهام الطائرات الامريكية في عملية بوكمال يطرح سؤالا وهو هل ان الجيش الامريكي وحلفائه خصصوا موارد كافية لحرب داعش ام لا؟، علما بأن هذه الحرب ممتدة في جبهات كثيرة على كامل الاراضي السورية وفي العراق”.
من جهته قال المحلل السياسي حسن هاني زادة لوكالة سبوتنيك: ان هذه الحادثة تثبت عقم استرتيجية امريكا وحلفائها والان لم يبق امام امريكا خيار سوى التعاون مع ايران وروسيا من اجل الحاق الهزيمة بالارهابيين.
اما الجنرال الروسي “فاليري زابارينكو” يقول من جانبه ان من المحتمل ان يبادر العسكريون الامريكيون الى ارسال رسالة للادارة الامريكية وابلاغها بأن حجم القوات الامريكية في المنطقة ليست كافية ويجب تعزيزها ومن المحتمل ان يتخذ ساسة البيت الابيض قرارا بزيادة حجم قواتهم في غرب آسيا، واذا صحت هذه التوقعات فحينئذ تكون امريكا قد قررت ان تقوم بالدور الرئيسي في الحاق الهزيمة بداعش عبر زيادة قواتها في العراق وسوريا.
ورغم ذلك يعتقد الخبير العسكري الكسندر برندجيف ان القوات الامريكية قد اثبتت انها ليست مستعدة للقتال في الظروف الحالكة، ويضيف برندجيف: ان القوات الامريكية قد اعتادت على القتال في حرب تقليدية لكن الظروف في سوريا مختلفة فالارهابيين هناك يقاتلون في مجموعات صغيرة يصعب رصدها وتعجز القوات الجوية عن رؤيتها وتبتعد عن المكان ببساطة.
لكن المحلل العسكري اناتولي سيغانوك لم يوافق على الرأي القائل بأن القوات الامريكية لم تكن مستعدة لعمليات بوكمال، وويضيف من جانبه: ان الهدف الرئيسي للامريكيين في سوريا هو اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد وان دعم القوات الكردية والقتال ضد داعش يعتبر من الاهداف الثانوية، ويوافق المحلل الايراني عبدالمجيد زواري على هذا القول ايضا ويقول ان امريكا لاترغب في قتال داعش لأنها تستطيع استخدام الجماعات الارهابية للضغط على منافسيها في المنطقة أي روسيا وايران.
وفي سياق الآراء والتحليلات ايضا يقول المراسل الاعلامي الايراني في سوريا والعراق حسن شمشادي ان امريكا لاتنوي القضاء على داعش لكي تبقي على مبررات تواجدها العسكري في المنطقة.