لماذا تنصلت “النصرة ” من المواجهة؟
بعد اقل من 48 ساعة من فتح المواجهة العسكرية في عرسال اثار تنصل جبهة النصرة من الاشتباكات الجارية مع الجيش اللبناني دلالات مهمة لجهة تنكر الجبهة لانتماء محمد جمعة اليها علما ان الاخير كان اعلن مبايعته لداعش قبل اقل من اسبوع من توقيفه متلبسا بالتخطيط لهجوم واسع على مواقع الجيش في البقاع الشمالي. واذ يعتبر بيان جبهة النصرة الذي نفت فيه ايضا حصول اي اشتباك بينها وبين الجيش طليعة تحييد لها عن تداعيات المواجهة فان المتابعين للتطورات الجارية يبدون حذرا شديدا حيال هذا الموقف في انتظار المستجدات الميدانية المقبلة علما ان الاستنتاج الاولي لهذا الموقف يدفع هؤلاء المتابعين الى الاعتقاد بان التنافسات بين النصرة وداعش والتي ترجمت في العراق وسوريا معارك بين الفصيلين لن تختلف في عرسال حيث وحدتهم طلائع المواجهة مع الجيش في الساعات الماضية ثم بدأت ملامح التمايزات في ما بينهما بالتصاعد المبكر. وتعتقد اوساط معنية ان ثمة عاملا ميدانيا ايضا يقف وراء هذا التطور وهو ان المسلحين المنتشرين بكثافة في عرسال من التنظيمات المتختلفة ومعظمهم خرج من مخيمات اللاجئين السوريين كما كشفت مصادر عسكرية سيواجهون في الساعات المقبلة واقعا جديدا يتمثل بكثافة نزوح ابناء عرسال عن البلدة والذي بدأ يتصاعد في الساعات الاخيرة. وهو الامر الذي سينزع من المسلحين تدريجا ورقة استرهان اهالي البلدة ويعرضهم لعمليات عسكرية ذات طابع مختلف عن مجريات الساعات الاولى للمواجهة. ولعل التعزيزات الضخمة التي وصلت للجيش في منطقة البقاع الشمالي والاستعدادات والاجراءات الاحتياطية التي اتخذت في مناطق اخرى تؤشر الى عزم الجيش على منع التنظيمات المسلحة المتطرفة من استدراجه الى مواجهة استنزاف طويلة بما يتوقع معه تطورات متسارعة في الساعات والايام المقبلة.
النهار