لماذا تعمل روسيا على توسيع العلاقات العسكرية مع مصر والسعودية؟
وكالة أنباء آسيا-
رؤى خضور:
حذر مسؤولون في الكيان الإسرائيلي نظراءهم في الولايات المتحدة من المبالغة في انتقاد قضايا حقوق الإنسان في مصر والسعودية، وأبدوا تخوفهم من أن مثل هذه الانتقادات قد تدفع الدولتين إلى إقامة علاقات أوثق مع إيران وروسيا والصين، حسبما ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تفكر فيه إدارة جو بايدن بوقف مبيعات الأسلحة إلى حليفَيها الإقليميين، مصر والسعودية، على خلفية اتهامهما بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
هل ستفقد الولايات المتحدة نفوذها؟
تعهد بايدن بجعل السعوديين “يدفعون الثمن وجعلهم منبوذين”، بسبب مقتل الصحافي جمال خاشقجي، والذي قالت وكالة المخابرات المركزية في تقرير إنه على الأرجح أمر به ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وخلال الحملة الانتخابية، تعهد بايدن أيضاً بـ “عدم منح مزيد من الشيكات المفتوحة” للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
لكن واشنطن تحافظ حتى الآن على علاقاتها مع القاهرة والرياض، وكلاهما شريكان رئيسان ومستفيدان من مبيعات الأسلحة الأمريكية، إذ تُعد مصر ثاني أكبر متلقٍ للمساعدات العسكرية الأمريكية بعد الكيان الإسرائيلي، في حين تُعد السعودية أكبر عميل لمبيعات واشنطن العسكرية، والتي تفوق قيمتها 100 مليار دولار.
لذلك يجادل بعض المشرعين أنه في حال تراجعت الولايات المتحدة عن دعمها لحلفائها في الشرق الأوسط، فإن القوى المنافسة ستملأ الفراغ، وستفقد الولايات المتحدة نفوذها على هذه الحكومات.
وبالفعل، فإن تخوف الأمريكيين ليس من فراغ، ففي الأسبوع الماضي، وقعت كل من مصر والسعودية اتفاقيات التعاون العسكري مع روسيا، ثاني أكبر منتج ومصدر للأسلحة في العالم بعد الولايات المتحدة.
تعاون محدود؟
في هذا السياق، كتب أليكسي كليبنيكوف لموقع ميدل إيست آي،
أنه نظراً لعلاقات السعودية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، فمن غير المرجح أن تتعاون الرياض عسكرياً مع موسكو بالدرجة ذاتها مع الأمريكيين في أي وقت قريب.
وما يجعل التعاون الروسي محدوداً مع مصر والسعودية أيضاً هو خضوع موسكو للعقوبات الأمريكية، ما يعيق قدرتها على توقيع عقود أسلحة جديدة وتنفيذ العقود الحالية.
وأضاف الكاتب، موسكو ليس لديها الرغبة ولا القدرة لتكون بديلاً عن واشنطن كحليف رئيس للقاهرة والرياض، إنما ستحاول استغلال الوضع من أجل زيادة صفقات السلاح في المنطقة، فالشرق الأوسط هو سوق الأسلحة الأسرع نمواً في العالم، والأكثر جذباً وربحاً لمصنّعي الأسلحة على غرار روسيا.
وبحسب أحدث الإحصاءات، استوردت دول الشرق الأوسط 33% من جميع الأسلحة المباعة في العالم بين العامين 2016 و 2020 ، ويعود لمصر والسعودية مسؤولين نحو نصف هذه الحصة، بالتالي لا عجب أن تكون المنافسة بين الدول المصنّعة للأسلحة شرسة للغاية، ومن الواضح أن موسكو تريد مواصلة هذا الاتجاه في زيادة المبيعات، وهو ما يفسر محاولاتها لتعزيز التعاون مع المصريين والسعوديين.
وبحسب كليبنيكوف، فإن الأحداث في المنطقة وفي الولايات المتحدة خلقت على مدى العقد الماضي ظروفاً أصبحت فيها موسكو شريكاً أكثر جاذبية، فبدأت دول الشرق الأوسط في تجنب وضع كل بيضها في سلة أمريكية واحدة، لتصبح موسكو ورقة مساومة جيدة لدول المنطقة في محادثاتها مع الولايات المتحدة.
وبدأت مؤخراً النخب السياسية في مصر وتونس وحلفاء الولايات المتحدة الإقليميين، السعودية والإمارات وقطر، يشككون في التزام الولايات المتحدة بأمنهم.
لكن يجب ألا يُنظر إلى الاتفاقات العسكرية بين روسيا ومصر والمملكة على أنها تحول كبير في الولاءات السياسية، فالتعاون العسكري الروسي المصري لا يزيد عن كونه تعاوناً تقنياً، كما أن الشراكة بين موسكو والرياض تتطور ببطء، ويبدو أن حجم التفاؤل صغير بشأن نجاحها، حيث لا توجد عوامل أساسية يمكن أن تدفعها إلى المستوى التالي، ما يجعل روسيا حتى الآن واحدة فقط من بين عديد من الشركاء الرئيسين للرياض.