لماذا تتغير نظرة الغرب تجاه السعودية.. واليوم تحديدا؟
قناة نبأ:
شيء ما يتغير في علاقة الغرب بالمملكة السعودية. تقرأ ذلك في الصحف وتسمعه في تصريحات السياسيين الغربيين وتراه بوضوح في التغيرات والمواقف السياسية. ولكن لماذا تتغير نظرة الغرب تجاه السعودية، واليوم تحديدا؟
هذا ما يجيب عنه الكاتب الشهير جدعون راشمان في مقال افتتاحي لصحيفة بريطانية مرموقة هي الفاينانشال تايمز.
تحولات سياسية وأمنية بالدرجة الأولى. فالزيادة المفاجئة في القلق حول المملكة السعودية ترجع في جزء كبير منها إلى الصعود الكبير لتنظيم داعش. فصانعو السياسة الغربية يلحظون جيدا أن المعركة مع المسلحين المتطرفين هي معركة أفكار وأيديولوجيا بقدر ما هي معركة بنادق وسلاح. وهي أفكار تنبع بشكل متزايد من الفلسفة الوهابية التي تروج لها المؤسسة الدينية السعودية.
يضيف الكاتب أن النفوذ السعودي ضعف في الغرب كذلك نتيجة تطورات أخرى، مثل ثورة النفط الصخري الأمريكي الذي جعل الغرب أقل اعتمادًا على النفط السعودي. عدا عن المخاوف بشأن حقوق الإنسان والاضطرابات التي تقودها السعودية في منطقة الشرق الأوسط وأبرزها عدوانها على اليمن.. كل ذلك ساهم جزئيا في هذا التغيير.
والمخاوف تتقدمها علاقة المملكة السعودية مع ما يُسمى بالفكر الجهادي المتطرف. إذ أن الإسلاميين المتشددين في المملكة قدموا الدعم الفكري والمالي لعدد من المتطرفين الجهاديين في جميع أنحاء العالم.
هكذا أصبح الرأي العام في الغرب أكثر رفضا وانتقادا للمملكة السعودية. وخاصة بعد هجمات باريس الإرهابية.
لكن ثمة أسباب قوية تدفع الغرب للمواصلة تعاونه مع السعودية. أذ تعتبر بريطانيا وأميركا السعودية ترسا مهما ضد تنظيمي داعش والقاعدة وهي رسالة تستخدم في تبرير بيع الأسلحة إلى الرياض.
ولذا يجد الكاتب أن أي دوافع أو أسباب للتنسيق بين الغرب والمملكة لا يجب أن تحول دون ممارسة ضغوط على السعودية لإجراء تغييرات تبدأ من مسألة التسامح الديني وإطلاق سقف الحريات الدينية. وإلا فإن فالمملكة التي تمول التطرف وتصدر الفهم المتشدد للإسلام ستصطدم بأزمة حقيقية في علاقتها مع الغرب.