لماذا أوقف الأسير تسريب تسجيلاته الصوتية؟
بعدما أنهى الجيش اللبناني حالة أحمد الأسير العسكرية في عملية عبرا الشهيرة في حزيران الفائت، توارى الرجل المطلوب الى العدالة عن الأنظار وكثر الحديث عن تهريبه تارةً الى دولة خليجية أمّنت له جواز سفر مزوّرًا وطوراً الى سفارتها داخل الأراضي اللبنانية، وبين هذه الرواية وتلك، كان يُقال بين الحين والآخر إن الأسير في منطقة تعمير عين الحلوة أو حتى داخل المخيم.
ومنذ عملية عبرا لم يظهر إمام مسجد بلال بن رباح السابق إلا صوتياً عبر اليوتيوب. سرّب تسجيله الأول، داعياً مناصريه الى العودة مجدداً للتجمهر أمام المسجد في وقفة إعتراضية على كل ما حصل، لكن دعوته الأولى لم تلق صداها المطلوب خصوصاً أن عدداً لا بأس من رجاله ألقي القبض عليه، والذي قتل منهم قد قتل، من دون أن يبقى إلا قلة قليلة من الفارين. بعدها سرب الأسير تسجيله الثاني شاتماً فيه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ومن دون نتيجة أيضاً.
“كان من المتوقع أن تكون الخطوة التالية للأسير”، يقول شيخ طرابلسي كان على صلة به، “من خلال إطلالة مصورة عبر مواقع الإنترنت علّ ذلك يعيد تحريك مناصريه في الشارع الصيداوي عموماً وفي عبرا بشكل خاص، غير أنه وبعد تلقيه الكثير من النصائح قرر عدم الظهور، وأوقف حتى تسريب رسائله المسجلة”.
وفي المعلومات لقد تركزت النصائح التي أعطيت للأسير على الهاجس الأمني. وقيل له إن عملية التعقب الإلكتروني لحركة تسجيلاته وكيفية نشرها إنطلقت وقد يؤدي هذا التعقب في نهاية المطاف الى تحديد موقعه ومداهمته أو مداهمة رجاله الذين يقومون بعملية تسريب الرسائل الصوتية، وفي حال حصل ذلك تُشلّ حركته أكثر فأكثر، حتى أن أحد المشايخ في صيدا نقل للأسير وجهة نظره القائلة إن الرسالتين الصوتيتين الأولى والثانية لم تحركا الشارع الصيداوي قيد أنملة، وبالتالي يجب اللجوء الى أساليب جديدة في المواجهة مع الجيش اللبناني و”حزب الله”.
من كلّ هذه النصائح، جاءت فكرة العمليات الإنتحارية التي يراها الرجل المطلوب الى العدالة الأكثر فعالية على صعيد الحاق الخسائر بأخصامه. غير أن هذه العمليات تتطلب لتدبيرها وتنفيذها جلسات وحلقات مع الأسير نفسه خصوصاً أنها انتحارية وهي عمليات جديدة من نوعها بالنسبة الى الداخل اللبناني، وهنا تفيد المعلومات بأن إنتحاريي الأسير الذين ينفذون عمليات يخضعون لدورات إعداد فكري جهادي مع الأسير نفسه، وقد تكون هذه الجلسات تحصل في الداخل السوري حيث الأجواء حربية بإمتياز، وتسمح بإجراء التدريبات اللازمة على تنفيذ هذه العمليات، كما يسهل هناك تحضير السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة.
إذاً لم يكن تفجير السفارة الإيرانية الإعتداء الأسيري الأول من نوعه ولن يكون الإعتداء على حاجز الجيش اللبناني في صيدا الأخير، بما أن دولاً إقليمية بارزة وأفرقاء سياسيين لبنانيين يقدمون كل الدعم اللازم لحركة الأسير وتغطيتها مالياً وإعلامياً، وكذلك على الصعيد الأمني.
مارون ناصيف – موقع النشرة الإخباري