لماذا أرجأ الراعي الإجتماع الماروني الموسع؟
موقع النشرة الإخباري ـ
مارون ناصيف:
عندما اعلنت قوى الرابع عشر من آذار مقاطعتها المؤسسات الدستورية تارة لأسباب امنية وتارة إعتراضاً على جريمة إغتيال اللواء وسام الحسن، كان البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في الفاتيكان لكنه كان على اطلاع لحظة بلحظة على مجريات الأمور والتطورات في لبنان، ومنذ اللحظات الأولى لسماعه قرار مقاطعة قوى الرابع عشر من آذار إجتماعات اللجنة الفرعية المكلفة البحث في المادتين الأولى والثانية من قانون الإنتخاب شعر البطريرك الراعي بخطر عودة قانون الستين الذي طالما حذر من تداعياته السلبية على صعيد التمثيل المسيحي. لذلك قرر بحسب اوساط الصرح الدعوة الى اجتماع موسع للنواب الموارنة لتدارك مخاطر هذه الأزمة السياسية التي ولدها إغتيال الحسن، غير أن ردات الفعل الأولى على فكرة الراعي هذه، جاءت سلبية بإمتياز لا سيما من فريق “القوات اللبنانية” ومسيحيي قوى الرابع عشر من آذار ما عدا حزب “الكتائب”. وفي المعلومات فالقوات ابلغت عبر قنواتها الخاصة انها لن تشارك في الإجتماع الذي ينوي الراعي عقده، وكذلك فعل مسيحيو الرابع عشر من آذار اما الموقف الكتائبي فجاء متأرجحاً بين عدم الرغبة في المشاركة في ذلك الإجتماع، وعدم كسر الجرة مع بكركي لا بل المحافظة على العلاقة الجيدة التي تجمع الحزب بإبن حملايا البطريرك الراعي منذ انتخابه بطريركاً لإنطاكيا وسائر المشرق، كل ذلك إنطلاقاً من قاعدة التمايز الدائم عن الحليف القواتي اللدود ومن عدم وضع بكركي وسيدها في موقع الخصم مع الكتائب في الإنتخابات النيابية المقبلة.
في مقابل هذا المشهد الآذاري الرافض والمتردد، عبر مسيحيو الأكثرية عن استعدادهم للمشاركة في الاجتماع الذي سينوي الراعي عقده من دون اي شروط مسبقة كل ذلك بهدف الدفع الى الامام بورشة القانون الانتخابي واقتناعاً منهم بأن بكركي هي أم الجميع، وهذا ما أبلغ الى أوساط الصرح.
لكل هذه الأسباب مجتمعة تقول اوساط بكركي، فضل الراعي تأجيل هذا الإجتماع الى توقيت يختاره هو بعدما يخيم على الساحة السياسية جو من الهدوء لأن أي إجتماع ماروني موسع في بكركي لا يحظى بمشاركة جامعة قد يرتد سلباً على مسيرة سيد الصرح الأمر الذي لا يريده الراعي وكذلك الفاتيكان.