لقاء بين الحريري وفرنجية مساء..فهل يقترب التأليف؟
لم تصدُق كل التوقعات والتنبؤات بتشكيل الحكومة قبل عيد الإستقلال في الثاني والعشرين من الشهر المنصرم. ضرب المحللون موعداً جديداً لإنجاز هذا الإستحقاق قبل الميلاد. سيناريو التأليف دخل شهره الثاني، والعقد لا تزال على حالها، بل وتشتد كلما طال الوقت، على حد قول مصادر مطّلعة على أجواء التأليف. لا تُخفي المصادر أنّ مشاورات مكثّفة حصلت خلال الـ48 ساعة الماضية، لكنّ العبرة -برأيها- تبقى في النتائج. في الظاهر يسعى الجميع لتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، لكنّ ذلك لا يكفي -بنظر المصدر- الذي لا يرى الكرة سوى في ملعب الرئيس المكلّف لتسجيل هدف إنجاز التأليف. وفق حسابات المتحدّث، طريق الحل واضح تماماً، لكنّ الحريري لم يتحرّك نحوه منذ البداية، ما يُبقي أخبار التأليف على حالها، بانتظار الليلة علّها تحمل جديداً. ولدى سؤال المصادر عن التطور الذي تعوّل عليه خلال الساعات القليلة المقبلة، تكشف أن لقاء سيجمع الرئيس المكلف برئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية مساء اليوم، قد يُبنى عليه خيراً، على حد تعبير المصادر.
تترقّب المصادر المذكورة للقاء المنتظر الذي كان من المفترض أن يحصل “من الأول” وفق تعبيرها. بالنسبة اليها، لا تؤلّف الحكومات بعقلية التفرد. العناد السياسي لا ينفع، ولو أنّ الحريري أخذ بنصيحة رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ البداية، لكان اليوم في السراي الحكومي يترأس جلسات مجلس الوزراء. وفق معلومات المصادر، عرض الرئيس بري على الرئيس المكلف مراراً وتكراراً المساعدة لتدوير زوايا التشكيلة الحكومية بما فيه مصلحة الجميع، إلا أنّ الحريري لم يستمع جيداً للنصحية، والكلام لا يزال للمصدر، الذي يستشهد ببعض ما دار بين الرجلين في خلوة “الإستقلال” ليؤكّد صحّة كلامه. حينذاك، قال مايسترو عين التينة للحريري “مستعد لمساعدتك في تشكيل الحكومة بأقرب وقت ممكن، ولكن قل لي ما هي الحقيبة التي ستعطيها لرئيس تيار “المردة” “سليمان فرنجية”، ردّ الحريري بالقول “حقيبة التربية، لكني أستبعد أن يقبل بها فرنجية، مع أنها حقيبة لها ثقلها”. عندها أجاب بري “أعطني وعداً بأنك تريد إسناد هذه الحقيبة للمردة، واترك الباقي علي، وأنا أتعهد لك بأن بنشعي ستقبلها”. لكنّ الرئيس المكلّف لم يعط كلمة واضحة في هذا الموضوع، تقول المصادر، على عكس كل ما يُشاع بأنّ التربية عُرضت على “المردة” فأبت القبول بها.
تأمل المصادر من لقاء فرنجية-الحريري أن يُنصف “المردة” ويُسهّل مخاض التأليف، رغم أنّ بنشعي ليست العٌقدة أمام مهمة التشكيل. برأيها، مطلب “المردة” محق جداً، فهي لا تطلب المستحيل. “هناك قوى أخرى تضع العصي في دواليب تشكيل الحكومة، وهي “القوات”” تقول المصادر. رئيس هذا الحزب سمير جعجع لا يتأخر عن الطلب ثم الطلب من حصة هذه الحكومة. جُل همه، سلب حصة وزارية وازنة حتى من حقوق الآخرين. أبسط مثال، تقول المصادر “يتصرّف هذا الرجل وكأن وزارة الأشغال من نصيبه، يستخدم في سبيل تمييع الحقائق، كل أساليب البروباغندا، متناسياً أنها من حصة الرئيس بري شاء أم أبى”. وفي الختام، لا ترى المصادر سبيلاً لحل كل هذه “المعمة” الحكومية سوى عن طريق اتباع خطوتين ” إعطاء المردة حقها في حقيبة وازنة، و”قصقصة” جوانج جعجع للعودة الى حجمه الطبيعي”.