لقاءات فارغة المضمون مصدرها العالم الافتراضي
وكالة أنباء آسيا-
يانا العلي:
انتشرت مؤخراً بعض البرامج المنوعة ذات الترويج الجاذب لكن بمضمون فارغ فمثلاً تستضيف بعض البرامج أشخاصاً لا إنجاز لهم يُذكر، فلا يضيف وجودهم أية قيمة علمية أدبية، ثقافية، أو توعوية للبرنامج ولا للمشاهِد الذي يخصص بعض الوقت لمتابعة التلفاز. وبالتالي يفقد البرنامج ومن خلفه كادر الإعداد قيمته. ويُهمَل إلى سلة إلغاء المتابعة، وللحديث عن محتوى البرامج التلفزيونية وانخفاض قيمة المضمون الهادف كان لوكالة أنباء آسيا وقفة مع الدكتور أحمد الشعرواي، وهو أستاذ في كلية الإعلام، قسم الإعلام الإلكتروني حيث أبدى رأيه وقال: “اعتقد أن التلفاز اليوم استشعر المنافسة الشديدة التي يتعرض لها من إعلام الإنترنت بشكل خاص. فأصبح يحاول أن يستحدث الوسائل لمواجهة هذه المنافسة، تارةً يبحث عن مضمون يُقارب مضمون الانترنت لدرجةِ أنَ بعض التلفزيونات أصبحت تستضيف بعض اليوتيوبرية إن جازَ التعبير وتقديم برامج للتلفاز لجذب جمهور و متابعين هذا اليوتيوبر أو التيكتوكر إلى التلفاز .
أصبحنا نشاهد ايضاً برامج خفيفة في مضمونها بكل معنى الكلمة غير متعمقة، سطحية تصل إلى مرحلة الإعلام الاستهلاكي الذي لا مضمون له في التلفاز ليواجه إعلام الانترنت بشكل عام. لكن من الصعوبة بمكان أن يواجه التلفاز الانترنت هذا رأيي، لأن المضمون أكثر تنوعاً في الانترنت و المصادر مفتوحة ومختلفة وتتميز بالسرعة والفورية في نقل الحدث. هذه الأمور تجعل من الصعب جداً على التلفزيون أن يواجه إعلام الانترنت .من حيث المضمون بالتأكيد فمضمون التلفزيون أكثر رصانة وأكثر حرفية، لأنه يوجد مضامين على الانترنت لا تزال في في يد الهواة والمبتدئين احيانا. ”
وأضاف د. الشعراوي :” ايضاً لا بد من الاشارة الى موضوع غياب الرقابة في موضوع الانترنت فلا رقيب ولاحسيب. يعرضُ مايشاء واحياناً يتعرض للآداب العامة ويخدشُ الحياء العام. كما أن المحتوى الموجود على الإنترنت غزير جداً، وبشكل عام عالم الانترنت أكبر بكثير وأكثر تنوعاً. وقريباً اعتقد أن الممولين للتلفزيون سيجدون أن النفقات الكبيرة التي ينفقونها على التلفزيون لا تنفق في محلها وسيجدون الحلول بالتحول إلى الإنترنت أو إلى ما يشابهه”.
وُجدت البرامج التلفزيونية لتعطي قيمّة مضافة لثقافة المُشاهد ووعيه. من هنا كانت أهمية الإعلام في انتقاء العناوين والبرامج وحتى الأشخاص ممن لديهم إنجازات تستحق إلقاء الضوء..بعيداً عن التحول إلى الإعلام الاستهلاكي. فالإعلام ينهض بالمجتمع وأفرداه من خلال نوعية البرامج وانتقاء المفردات والأشخاص.. ليتمييز عن ذاك العالم الأزرق الذي أتاح المجال لكل من امتلك حساباً إلكترونياً و سَجَلَ الدخول بأن ينشر مايخطر في ذهنه من أفكار ويعمل على ترويجها بغض النظر عن قيمتها ومضمونها ومدى صحتها بالنسبة للمجتمع.