لفتح معبر رفح من جانب واحد…
جريدة البناء اللبنانية-
عمر عبد القادر غندور:
وماذا بعد…؟
الكيان الصهيوني ينتظر انتصار جيشه في غزة… ولا ينتصر.
والصهاينة يطلقون أيدي زعرانهم من المستوطنين في الضفة الغربية يقتلون ويعتقلون ويتواصل القتل والإجرام واجتياح المستشفيات، وقصف ما تبقى من المنازل، ولا دواء ولا خبز ولا ماء يجعل القطاع غير قابل للسكن والحياة…
ولا يغادر الغزاويون الأرض ويرفضون استحضار نكبة جديدة…
ويتواصل التوحش الصهيوني على مرأى من العالم ليؤكد مدى إجرامه واحتقاره للآخرين باعتباره «الشعب المختار» الذي يتقدّم على سواه من الشعوب، والأهمّ أنه يكتب بالدم استحالة العيش في فلسطين مع أهل فلسطين!
ولا ندري متى تنتهي المهلة التي منحتها الولايات المتحدة لإنهاء حرب غزة؟ والبدء بمرحلة أخرى من معالمها «ترانسفير» جديد الى سيناء وغير سيناء؟ وهو ما يثير مخاوف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أكد لوزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن انّ حلّ مشكلة غزة لن يكون على حساب مصر، وأبلغ بلينكن انّ السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو تفعيل هدنة او وقف لإطلاق النار.
وكانت تقارير إعلامية غربية قالت انّ الولايات المتحدة عرضت على مصر في الأسابيع الماضية مكافأة مالية مقابل استقبال اللاجئين الفلسطينيين الجدد لقاء إسقاط بعض ديون مصر ومضاعفة مساعداتها العسكرية التي تبلغ 3.1 مليارات دولار.
والمعروف انّ العلاقات المصرية الاسرائيلية تشهد شبه قطيعة منذ ان عاد نتنياهو، وحتى الآن يجري التنسيق بين مصر واسرائيل من خلال الإدارة الأميركية والشاباك ومسؤولي المخابرات العسكرية.
وتقول المعلومات المسرّبة انّ التعاون الهش بين مصر و»إسرائيل» والضغوط الهائلة التي يتعرّض لها الرئيس السيسي ستدفعه الى فتح المعبر من جانب واحد.
وكانت «إسرائيل» قصفت معبر رفح ثلاث مرات قبل نحو شهر في إشارة الى أنها لن تسمح بأيّ نشاط لا توافق عليه إسرائيل»، وكان الرئيس السيسي عبّر في وقت سابق عن انزعاجه وقال انّ تصرفات «إسرائيل» تمثل قمة الظلم وانه ضاق ذرعاً من تصرفاتها وإجرامها وانه قد يضطره الى فتح معبر رفح من جانب واحد.
مثل هذا الردّ على تمرد العدو الصهيوني هو المطلوب من أكبر دولة عربية تستطيع ان تجعل العدو يعيد حساباته، لا سيما انّ القوافل التي ستعبر لا تنقل السلاح والذخائر الى الفلسطينيين بل المواد الطبية والمواد الغذائية وهو الحدّ الأدنى من المطلوب بإلحاح لأقدس الواجبات الإنسانية، وليكن تدفق المساعدات الانسانية الى قطاع غزة بديلاً عن تدفق اللاجئين الى سيناء، وهو ما تريده «إسرائيل» وتسعى اليه بدعم من «العالم المتحضر» الساكت عن جرائم ووحشية الكيان الغاصب !!
وليس صدفة ان تشعر صحيفة «إيكونومست» البريطانية الى حاجة مصر الى تطمينات ان لا تكون وحدها للتعامل مع لاجئي غزة بمفردها! وتقول «وول ستريت جورنال» ان دول الخليج هي من طرح فكرة منح مصر مساعدات مالية مقابل حلّ مؤقت..!.