لخلق وعي مقاوِم للعدوان والاحتلال

صحيفة المسيرة اليمنية-

محمود المغربي:

يستفيدُ العدوُّ من حالة اللا سلم واللا حرب التي فرضها علينا ومن الطابور الخامس وأدواته التي تعملُ ليلَ نهارَ على اختراق الجبهة الداخلية وبث روح الانقسامات والصراعات والتشويش على المجاهدين والناس ونخر مؤسّسات الدولة واختراع القصص والأحداث المفبركة مستغلاً الوضع الذي أوجده العدوّ بنفسه من خلال العدوان والحصار وبعض الأخطاء التي نحن مسؤولين عنها.

وكلّ يوم يمضي ونحن في هذا الوضع يشكل انتصاراً كبيراً للعدو وفرصة لخلق مزيد من الانقسام والتفرقة واستغلال كُـلّ شيء حتى الجرائم الجنائية والقرارات الصائبة والخاطئة وتفسيرها على نحو يرضي ويتوافق مع رغبات ضعاف النفوس وأصحاب المصالح الشخصية الضيقة وقاصري الوعي وتحويل الأمور إلى تصفية حسابات وملاسنة بين أصحاب الولاءات الأسرية والمناطقية والشللية ومن فرقتهم المصالح.

بينما لم نستفد نحن على الأقل بشكل ظاهري من الهدنة وما بعد الهُدنة في إبراز حجم ما تحقّق من إنجازات وانتصارات طوال السنوات الماضية ولم نستفد من الوضع المزري وحالة الفوضى والانفلات الأمني والفقر والفشل والفساد والأخطاء والجرائم التي يرتكبها المرتزِقة وتحالف العدوان في المناطق المحتلّة وتغير التركيبة السكانية في جزيرة سقطرى والمهرة ونهب الأراضي والثروات اليمنية ولم نستطع استغلال ذلك لخلق وعي ومقاومة للعدوان والاحتلال وثورات تطيح بالمرتزِقة على الرغم من وضوح الصورة وكشف حقيقة وأهداف تحالف العدوان وكان يفترض بعد ثماني سنوات من العدوان والاحتلال أن نكون قادرين على جعل الأرض تشتعل تحت أقدام العدوّ.

ولم نستغل أهم ما كان لدينا من أسلحة فتاكة في هذا المجال الناشطين والمثقفين والكتاب والصحفيين الذين أثبتوا نجاحاً منقطع النظير في تعرية وكشف أكاذيب وجرائم العدوّ في السنوات الأولى للعدوان وكان لدينا منهم مخزون هائل وكوادر لا مثيل لهم.

بل ذهبنا إلى إقصائهم وشن حروب التخوين والكفر عليهم وتجويع الشرفاء منهم وكان بالإمْكَان أن يشكلوا اليوم فارقاً كبيراً في مواجهة الحرب الناعمة والطابور الخامس وخلق وعياً ومقاومة للعدوان والاحتلال في المناطق المحتلّة كما كانوا يفعلون في السنوات الأولى للعدوان لكننا ومع الأسف الشديد جعلنا الكثير منهم أعداء والأغلبية فقراء لا يستطيعون إشباع بطون أطفالهم حتى أصبحت الساحة خالية منهم ومتاحة للعدو والأصوات الشاذة ومن يبحث عن فرصة للظهور والشهرة مهما كان الثمن وذهبنا نحو الفاشلين والمطبلين منهم نغدق عليهم بالأموال والمناصب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.