لبنان يدخل الحرب على الارهاب من بوابة جرود عرسال…
موقع النشرة الإخباري ـ
أنطوان الحايك:
هل انطلقت العملية الموعودة في الجرود الواقعة على طرفي الحدود اللبنانية السورية أم أنّ كلّ ما يُشاع عنها هو مجرّد تكهّنات في ظلّ استمرار سياسة القضم المتبعة تدريجيًا من قبل الجيشين اللبناني والسوري بمشاركة “حزب الله” من خلال مساعدة الجيشين لوجستيًا واستخباريًا وعملانيًا من دون اتخاذ موقف المغالي أو المجاهر بالانجازات؟ وما مدى صحة المعلومات التي تتحدّث عن تعزيز “حزب الله” لمواقعه في ريف دمشق بعد انسحاب لواء أبي الفضل العباس الى داخل العراق عبر استقدام المزيد من الوحدات القتالية الى الجرد اللبناني والريف الدمشقي في آن واحد؟
لا تصعب الاجابة على زوار العاصمة السورية، إذ يؤكدون أنّ “حزب الله” أخذ على عاتقه حماية مقام السيدة زينب بعد أن كان قد اكتفى بتواجد رمزي في محيطه مفسحًا في المجال أمام لواء أبي الفضل العباس باخذ مكانه ليعيد تموضعه في القلمون من جهة ولانتقال قوات النخبة لديه الى منطقة كسب ومحيطها، وبالتالي فإنّ مجرد إجراء عملية إعادة تموضع في المنطقة الممتدة من القلمون باتجاه الجرد اللبناني تكفي للاشارة إلى أنّ معركة جرود عرسال واقعة لا محالة، خصوصًا أنه، ومن الوجهة العسكرية الصرف، فإنّ مقاتلي “النصرة” ومن فرّ معهم من تنظيم “داعش” يعيشون أجواء قاسية للغاية في ظلّ ملاحقة الجيش السوري لهم وبالتالي فإنّ عملية فكي الكماشة بدأت بالاطباق المميت، بيد أنّ الحلّ الوحيد المتبقي لهم هو التمدّد باتجاه سوريا أو لبنان وهم على ما يبدو اختاروا الجبهة اللبنانية باعتبارها الاضعف، وانطلاقا من هنا فإنّ ما تشهده القلمون من عمليات كر وفر بين المسلحين والجيش السوري هو من باب الالهاء وصرف النظر عن التحضيرات الجارية من الجهة اللبنانية.
في هذا الوقت، يعتبر هؤلاء أنّ “حزب الله” يدرك هذا الواقع الميداني الصعب ويعمل على انتهاج سياسة القضم المتدرج انطلاقا من جرود وسفوح السلسلة الشرقية لجبال لبنان من منطقة سرغايا وصولاً الى جرود الطفيل امتداداً نحو الشمال إلى جرود عرسال تمهيدا لعملية القضاء على التكفيريين والمعني هنا بحسب المصدر هم الغرباء والاجانب الذين يتخطى عددهم الألفا مقاتل على ان يترك أمر المقاتلين السوريين للجيش السوري نفسه الذي قد بتعاطى معهم انطلاقاً من قانون العفو الذي أصدره الرئيس بشار الاسد بعد يومين على فوزه في الانتخابات النيابية.
في هذا السياق، يكشف مطلعون على هذا الملف أنّ العملية العسكرية في القلمون تحمل هدفين الأول عسكري وهو إنهاء الوضع الشاذ على الحدود اللبنانية السورية تمهيدًا لحسم نهائي في القلمون وريف دمشق يصار بعدها للتفرغ لجبهتي الشمال والجنوب في موازاة الاعلان عن بدء ورشة اعادة الاعمار في الداخل السوري والثاني سياسي يقع في اطار لعبة شد الحبال الاقليمية اضافة الى الضغط على خلايا “داعش” النائمة في هذا الظرف الحساس حيث يتعرض التنظيم الارهابي لموجة هائلة من الضغوط العسكرية في العراق والسياسية انطلاقا من المواقف الاميركية المستجدة في مشهد يدلّ على أنّ لبنان سيدخل في الحرب الباشرة على الارهاب من بوابة عرسال، كما أنّ “حزب الله” سيكون فريقًا أساسيًا في هذه الحرب وذلك خلافًا لكلّ ما يشاع حول انزعاج غربي من دور الحزب المتنامي.