لبنان والمخاطر والوهم السعودي
موقع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة:
في لبنان قلق هذه الايام، لا يزال، اذا كانت المسألة بحساب المقاييس، اقل او اصغر من الحقيقة والواقع بأضعاف مضاعفة، وليس ذلك مرده السياسيون الذين على غير عادة لم ينفخوا الاحداث كما دأبوا، بل لأن معظم هؤلاء استنفذوا ما لديهم من معطيات ولم يزودوا بجديد، وبالتالي اصبحوا غير ذي ثقة عند اسيادهم.
فالفريق الذي يأتمر من السعوديين، يجري التعامل معهم تماما كما تعاملت الولايات المتحدة مع حكام نجد والحجاز عندما اتفقت مع روسيا على ان الحل السياسي وحده الذي يؤدي الى انهاء الازمة السورية، اي ان واشنطن لم تكلف نفسها ولا اي من مسؤوليها بابلاغ اولئك الحكام لا بالشكل ولا بالمضمون عن الحل الذي تبلغوه عبر وسائل الاعلام مثلهم مثل كل المجرمين والارهابيين او المرتزقة المدفوعين الى الارض السورية.
لقد حاول آل سعود ان يوهموا الناس “الغلابة” مثلما يقول اهل مصر، بأنهم يثأرون لكرامتهم الممسوحة على اعتاب “ماما اميركا” بأن الغوا كلمتهم في الامم المتحدة، وكأنها كانت كلمة تحرر مضطهدي الكرة الارضية ولا سيما من جماعات مطاوعة “الامر بالمنكر” التي لا تزال تمارس تقاليد وثنية مستلهمة شريعة الغاب في احكامها. فيما يدرك العالم كله ان سبب عدم القاء الكلمة التي كانت زاخرة بالتحريض على مواصلة القتل والدم في سوريا، يعود الى عدم صلاحية النص والمضمون مع مزاج العم سام، والا كان الحساب عسيرا.
لقد توهم حكام نجد والحجاز كما “دجاجة ام عساف” في الحكاية الشعبية عن قدرة وهمية وانهم متخمون بالإباء من خلال رفضهم عضوية مجلس الامن، بعد “اكتشافهم العبقري” مكاييل المجلس وفشله، وكان من الاجدى ان لا يترشحوا حتى لا يتشرشحوا اكثر ومن السيد الاميركي على موقف لا يدركون معناه، ولا يدركون سوى ان الاميركي يحركهم ساعة يشاء وكما يشاء، وان ترك لهم احيانا هوامش ضيقة للحركة شرط ان لاتتضارب مع مصالحه، ويمكنه ايضا الاستفادة منها، مثل المفخخات والحوادث الامنية.
وعليه ان الوضع في لبنان اخطر بكثير مما يخيل للجميع وليس العثور على السيارة المفخخة في الضاحية الجنوبية والمعلومات المتداولة عن متابعة سيارات اخرى الا مؤشرات على ان محور الشر الممتد من واشنطن الى الرياض والمتحدثين بنعمة ال سعود في لبنان ايا كان موقعهم هم جميعا في المسؤلية عن اي نقطة دم تراق في لبنان.