لأهالي المخطوفين: "أخبار مبشّرة" قريباً!
وكالة أنباء آسيا:
أملٌ جديدٌ يعيشه أهالي المخطوفين عموماً ومدينة عدرا العمالية خصوصاً، منذ حصلت عملية التبادل الأخيرة التي أفضت إلى تحرير 57 مخطوفاً من ريف اللاذقية، ثم جاء بيان عن “المصدر الرسمي في الجمهورية العربية السورية” حسب تعبير سانا، الذي أكّد استعداد الحكومة لمبادلة مسجونين لديها مع “مختطفين لدى الجماعات الإرهابية المسلحة” في الرابع عشر من الشهر الجاري.
حدثان قدّما جرعات أمل لآلاف الأسر التي تتوق إلى أي بصيص خبر، يوحي بإمكانية التفكير بنهاية الكابوس الذي يعيشونه، وأظهرا أنّ الدولة قد تكون معنية بمصير آلاف المختطفين (وبينهم عائلات بأكملها)، بعد أشهرٍ طويلة، بل سنوات في حالات غير قليلة، كان ذووهم فقط هم المعنيون بالبحث عنهم، وملاحقة أي خبر قد يفيد بأنهم على قيد الحياة على الأقل، وهو ما جعل كثيرين يقعون ضحايا الإبتزاز والسرقة، لتضاف إلى أوجاعهم مصائب جديدة.
تنتظر تلك اللحظة
مراد مرعي هو الناجي الوحيد من أسرته التي اختطفت بكاملها من عدرا العمالية في نهاية عام 2013، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن، وهو يلازم خالته سوزان.
سوزان التي فقدت هي أيضاً أبويها اللذين رحلا قهراً وكمداً بعد اختطاف ابنتهما مع زوجها وأولادها الثلاثة، صارت تعيش هاجس قضية الخطف والمخطوفين، وتتابع كل التفاصيل، حتى وإن كانت لا تعرف المخطوف، بل هي تذهب إلى حيث يمكن أن تحصل على معلومة أو تفصيل ما. والهدف أن تعثر على خيط وإن كان واهياً، من معلومة قد تقودها إلى معرفة مصير أختها (أم مراد)، وأين يمكن أن تكون.
أول ما عبرت عنه حين تحدثنا إليها، عن فرحتها الكبيرة وهي تتابع مشهد وصول المحررين إلى أهاليهم في ريف اللاذقية، وتضيف أنّ هذا المشهد أعاد لهم الأمل الذي تلاشى مع محاولاتٍ لم تتوقف منذ نحو أربعة أعوام، لكنّها جميعاً كانت تنتهي إلى سراب يزيد مشاعر اليأس والقهر والعذاب.
تضيف السيدة سوزان أنّ هناك من يتصل معهم بين الفينة والأخرى عن طريق “الواتس”، ويقول: “إنّنا جاهزون عندما تصدقون معنا” ويطلب منها أن تخبر أهالي المخطوفين بالضغط على الحكومة كي تبادل مخطوفيهم مع مسجونين لدى الدولة!
حالة تتكرر كثيراً بين أهالي مخطوفين، لا حول لهم ولا قوة، وخاطفين بدؤوا يساومونهم على ذويهم، وكأنّ لأهالي المخطوفين القرار والرأي بالموافقة على شروطهم.
تضيف سوزان التي كانت تتواصل مع أهالي المخطوفين من ريف اللاذقية أنّهم كانوا يتحدثون “بحرقة وقلق” إذ تبين لهم أنّ زوجاتهم و بناتهم، موجودون خارج سورية، لأن أرقام الهواتف التي كانوا يتحدثون عبرها هي أرقام تركية، وكانوا يعتبرون أن حال أهالي المخطوفين داخل سورية أقل قهراً من نظرائهم خارجها، خاصة المتواجدين في دولة معادية كتركيا.
تتأمل سوزان أن تستيقظ هي ومن بقي من أخوتها على “دوي” نبأ تحرير نساء وأطفال عدرا.
وإضافة إلى جمع المعلومات، لا تترك سوزان باباً له صلة بموضوع المخطوفين إلا وتطرقه. قصدت شخصيات كثيرة، في مناصب متنوعة، خاصة أولئك الذين يعملون على ملف المصالحة أو قضية الخطف، لكنّها توقفت بعدما سئمت وتعبت من خيبات الوعود كما تقول، وعن آخر إجراء قامت به أكّدت أن أكثر من جهة طلبت من أهالي المخطوفين قوائم بأسماء مخطوفيهم، وختمت حديثها بتنهيدات عميقة، وهي تقول: “أعيش الأيام ثانية بثانية، وأنتظر لحظة لا أعرف كيف سأعيشها عندما تحصل”.
أخبار مبشرة؟
الشيخ صلال الحديدي، وهو من متابعي ملف المصالحة، وقدعمل على كثير من ملفات الخطف، بعضها كان بتكليف من الجهات الرسمية، أكّد لوكالة “آسيا” أنّ ثمة عملاً حثيثاً في ملف المخطوفين، على كامل الأراضي السورية، وحين سألناه عن التفاصيل لم يفصح عنها، لكنّه أكّد أنّ “هناك أخباراً مبشرة”.