“كَاديكس – 2016” معرض السلاح للمرّة الرابعة فِي جُمهورية كَازاخستان
موقع إنباء الإخباري ـ
مروان سوداح*:
تولي أوساط الأعمال والاستثمار الكازاخستانية والدولية إهتماماً خاصاً لإنعقاد معرض “كاديكس – 2016” الدولي الرابع لمنظومات الأسلحة والمعدات العسكرية، الذي سيُقام في العاصمة الكازاخستانية أستنا، في الفترة ما بين 2-5 حزيران المقبل.
التقدير العالمي العالي لمعرض “كاديكس” يرتكز الى قاعدة ثابتة أساسها نجاح تطور المؤسسة العسكرية الكازاخية ومَجمعها الصناعي – العسكري الدفاعي، بفضل نباهة قيادتها السياسية وهيئاتها الانتاجية، وبروزه في حُسنِ تنظيمه وإجتذاب مئات الشركات العالمية والإقليمية للمشاركة فيه، وعروض أرقى أنواع الاسلحة وأرفعها تكنولوجياً في أروقته، إذ يَعرض “كاديكس” على وجه الخصوص النجاحات المتميّزة التي يُحرزها السلاح الكازاخي، في نقلات نوعية متواصلة، وشغلِه مكانة رائدة في صناعة السلاح، ومضاهاته للكثير من الصناعات المَثيلة في العالم، وتوفير الدولة الكازاخية مَناخات متجددة تكفل له التطوّر النوعي على صعيد وطني.
لكن “كاديكس” ليس لكازاخستان وحدها بل هو للعالم أجمع، حيث تجمع الدولة الكازاخستانية على أرضها مختلف الدول ذات الاهتمام بالموضوعة العسكرية، إنطلاقاً من فلسفة كازاخستانية وطنبة ترى ضرورة جمع مختلف دول العالم وتوجيه جهودها لدعم السلام ومساندة الاستقرار العالمي، الذي لا يمكن أن يتأتى سوى من خلال تدعيم مناخات التعاون والتقارب الدوليين، ولأجل حصر صناعة السلاح بالطابع الدفاعي وبهدف تفعيل مبدأ حماية الدولة والشعب الكازاخيين وصون منجزات الامة في شتى الميادين.
أهمية “كاديكس” الكازاخستاني تكمن في أن كازاخستان كانت واحدة من الجمهوريات الرئيسية للاتحاد السوفييتي السابق – الدولة النووية الجبارة. إلا أن أستنا بادرت بعد استقلالها الى التخلّي عن السلاح النووي والدعوة الى تصفيته، رغبة منها بوضع حد لأخطار الانزلاق الى أتون محرقة عالمية تـُفني البشر وتـُذيب الحجر، لهذا باتت أستنا تنادي بالجوهر الدفاعي لكل سلاح لضمان سلام وآمان الكرة الارضية، أيّا كان هذا السلاح، وأيّا كان أصحابه.
وكازاخستان – دولة الحضارة الأصيلة والثقافة الرفيعة، إذ تحتضن “كاديكس – 2016” لا تنسى التنويه إلى لزوم عدم استخدام السلاح في حروب عدوانية، وأن كان السلاح المُباع في معرضها مخصصاً للقتل، كأي سلاح تنتجه مصانع السلاح، لكنه بفلسفتها يجب أن يكون محصوراً في الدفاع عن السلام، وضرورة ان يعمل لتسييد مبادئ التعايش السلمي واستقرار الامم والاحتكام للقانون الدولي، وهذه المبادئ السامية مُستهدفة، إذ يَسعى الارهاب الدولي الى النيل منها وإحلال إضدادها في العلاقات البشرية والثقافات الانسانية.
في أجنحة “كاديكس” الراهن، وقد توسّعت الى ثمانية أجنحة (بمساحة إجمالية تبلغ “15000”متر مربع)، تتوافر فرص كبيرة لعرض قدرات ومكانة وفاعلية المصانع العسكرية الكازاخستانية، زد عليها الرغبة في تطوير التعاون الاقتصادي والعسكري – السياسي بين كازاخستان والدول المشاركة في المعرض، وتلك تنتمي لمختلف القارات، وذلك بهدف تعزيز العلاقات والصِّلات ما بين القوات المسلحة والصناعات الدفاعية في تلك البلدان، سيّما وأن المعرض هو الأضخم من نوعه للأعتدة العسكرية في آسيا الوسطى والقارة الآسيوية برمتها، وتُعرض في أجنحته أخر ما توصلت إليه المجمعات الصناعية – العسكرية من تقنيات عسكرية رفيعة في مجال الدفاع بالذات، بخاصة صناعاتها المتنوعة المحلية منها والأجنبية، والتي من ضمنها الطيران الحربي، والتقنيات العسكرية الفضائية، وتقنيات القوات البرية والبحرية الحربية، بالإضافة الى وسائل الدفاع الجوي والردع، والتقنيات التي تستخدمها قوات المؤخرة وقوات تموين القوات، زد عليها أنظمة ووسائل الاتصالات المُعقّدة ذات النوعية الأرفع، وتلك المُخصّصة للردع ومكافحة التسلل الالكتروني، والروبوتات الحربية، ومولدات لمصادر الطاقة البديلة وهي مخصصة للاستخدام العسكري والمدني.
لذا، ووفقاً لأخر الأخبار والطلبيات العسكرية المقدّمة للمعرض، يُعتبر المَعرض الرابع “كاديكس – 2016” الأكثر أهمية بين مثيلاته السابقة، والأكثر إتّساعاً وتأثيراً في أسواق السلاح وحِراكات الأعمال وبُنيان الاقتصاد عالمياً.
وتأكيداً على ذلك، وأخذاً بالاعتبار نجاح “كاديكس” ونفاذه دولياً وتبوأه مكانة مركزية، فقد شهد المعرض الاول لـ”كاديكس” في العام 2012 مشاركة156 شركة من بينها 86شركة محلية، وتوقيع عشر إتفاقيات طويلة الأجل، بمبلغ وصل الى مليارً ونصف المليار دولار؛ بينما في العام 2014 شاركت300 شركة، منها 92محلية، ووقِّعت في المعرض إتفاقيات 31إتفاقية طويلة الأجل، بمبلع 6ر2مليار دولار، وهذا العدد هو كذلك عدد الشركات المُنتجة للسلاح التي ستشارك من جديد في المعرض القريب، في حزيران، في أستنا.
*مدير عام موقع حقائق كازاخستان.