كيف يمكن إنجاز الإستحقاق الرئاسي؟
موقع قناة المنار-
ذوالفقار ضاهر:
تتوالى جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، حيث عقدت حتى الساعة 3 جلسات ودعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى جلسة رابعة يوم الاثنين في 24 تشرين الاول/اكتوبر الجاري، من دول التوصل حتى الساعة الى قناعة ان انتخاب الرئيس العتيد سيتم في الجلسة المقبلة، علما ان ولاية الرئيس الحالي ميشال عون تنتهي في 31 من الشهر الحالي.
لكن يبقى السؤال لماذا لم نصل الى انتخاب رئيس رغم عقد اكثر من جلسة؟ ورغم ان هذا الامر من المرجح انه سيستمر في الجلسة المقبلة وربما في غيرها مستقبلا، فما هو السبب وراء عدم التوصل الى اتمام عملية الانتخاب؟ وما هو السبيل للوصول الى ذلك ومعرفة اسم الرئيس المقبل الذي سيخلف الرئيس عون في منصبه؟
لا شك ان انتخاب الرئيس المقبل لن يكون وليد لحظة او ساعة جلسة الانتخاب، بل يحتاج الى توطئة وتحضير بين مختلف الكتل النيابية والاطراف السياسية في البلد، حتى التوافق على الاقتراع لإسم معين وحجز الأغلبية المطلوبة لفوزه في جلسة الانتخاب، ومن هنا تقوم مختلف الكتل -سواء في العلن أو في الظل- بإجراء الاتصالات وعقد اللقاءات والاجتماعات بين بعضها البعض للتباحث في الاسم الذي سيتم اختياره لمنصب رئيس الجمهورية اللبنانية.
وبعد ذلك لا أهمية كبيرة لنفس الأسماء التي يتم التصويت أو جرى التصويت لها في الجلسات الثلاث الأولى لانتخاب الرئيس، بل العبرة في الأسماء التي سيتم التوافق عليها بين غالبية النواب ومن يمثلون من أحزاب وتيارات وجهات سياسية متنوعة، وبالتالي من يحوز أعلى نسبة من التوافق على اسمه سيكون هو الرئيس المقبل للبنان، وهنا تبرز أهمية الابتعاد عن طرح الأسماء الاستفزازية التي: قد يكون لها ارتباطات خارجية مشبوهة أو قد تكون محل رفض من غالبية وازنة من اللبنانيين أو التي تثير حساسية لدى فريق ضد فريق آخر، وبالمقابل تبرز أهمية البحث عن أسماء لها صلات مع مختلف الأطراف اللبنانية وقادرة على فتح قنوات الاتصال مع المحيط العربي والدول الصديقة وغير بعيدة عن قضايا الأمة المصيرية والحساسة.
أي ان التوافق والحوار بين اللبنانيين هو من سيوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية وليس أي أمر آخر، فلا التحدي وطرح الأسماء الاستفزازية قادرة على حل هذه المعضلة ولا حتى الاستماع الى الخارج او الى بعض السفارات والسفراء بالوقوف خلف هذا الاسم او ذاك، كما انه ليس بالنكد السياسي يمكن الوصول الى نتائج إيجابية بالملف الرئاسي، فمصلحة لبنان تتطلب من الجميع طرح الأسماء القادرة على الجمع لا التفرقة وعلى فتح أبواب التحاور لا القطيعة بين اللبنانيين وعلى حماية سيادة لبنان لا التفريط بها وعلى حمل المشروع الاقتصادي لاخراج البلد من أزماته.
وبالسياق قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم “.. لدينا الرغبة بالتوافق مع قوى أخرى على رئيس وطني يؤمن بتكامل دور ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، ويعمل على خطة واضحة للإنقاذ الاقتصادي والمالي، ولا نقبل أن يكون الرئيس أداة أمريكية لخدمة إسرائيل في مواجهة لبنان وشعب لبنان ومقاومة لبنان، ولا نقبل رئيسا تملؤه الأحقاد، وهو أعجز عن أن يمنع لبنان من قوته ومِنعته وانتصاراته الجلية في مواجهة إسرائيل والمشروع الأمريكي.. نريد الرئيس الوطني الذي تتجلى وطنيته في أن يكون عاملاً من أجل كل الشعب اللبناني، وعاملاً باستقلال وليس تحت إمرة السفارة الأمريكية..”.
بدوره، أشار المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل الى انعدام الجدية لانتخاب رئيس للجمهورية، وأكد “استعداد الرئيس نبيه بري لاطلاق حوار واسع للتفاهم حول هذا الاستحقاق..”.