كيف يستفيد لبنان من الاسواق الإيرانية بعد رفع العقوبات عن طهران؟
في السابع والعشرين من تشرين الثاني المنصرم، زار وفد اقتصادي يضم أكثر من 30 رجل أعمال لبناني طهران. عنوان الزيارة جولة استكشافية للسوق الايراني الغني بالامكانيات للإفادة منه. مؤشرات الإتفاق النووي لاحت قبل أشهر من قصر “كوبورغ” النمساوي، فاستبق الوفد “ساعة الصفر” العالمية وتوجهوا الى إيران باعتبارها أرضاً خصبة للقدرات اللبنانية. نصائح بالجملة يُسديها كبار الاقتصاديين في هذا الصدد بعد رفع العقوبات الظالمة عن طهران. السوق الإيراني مرشّح لاستقطاب عدد كبير من الكفاءات اللبنانية، ما يعني حُكماً زيادة الرساميل اللبنانية وتحريك العجلة الاقتصادية. أكثر من ذلك، التعاون مع إيران قد يُعدّل في بنية الاقتصاد اللبناني، وفق ما يؤكّد وزير العمل السابق شربل نحاس لـ”العهد”. بنظره، اقتصادنا قائم على أنشطة بدائية، ولبنان الرسمي مدعو للإفادة من الانفتاحة العالمية على ايران للنهوض بالاقتصاد الوطني.
ما يقوله الوزير نحاس، يؤكّده رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين فؤاد زمكحل. وفق حساباته، إيران سوق كبير ومتطوّر يضم أكثر من 80 ألف شخص من جيل الشباب والمتعلمين، ولديه إنتاج محلي يفوق الـ40 مليار دولار سنوياً. النمو يتصاعد في هذا البلد والنسبة مرشحة لتكون بين 5 الى 6 % في السنوات القادمة، يقول زمكحل، الذي لا يفصل بين اقتصادي البلدين. برأيه، الاثنان يكملان بعضهما البعض. الاقتصاد اللبناني متخصّص ونظيره الإيراني جماهيري. لبنان يسعى الى تصدير لمساته المحلية الى السوق الإيرانية خاصة في طرق التفكير والابتكار لتسويق السلع وتطوير الشركات. وفق زمكحل المعادلة تقول “معرفة لبنانية+ قدرات إيرانية=شركات ضخمة”. يؤكّد المتحدّث أنّ الاهتمام اللبناني في السوق الإيراني سيطال قطاعات (الخدمات والتسويق والتأمين)-(الاستثمارات في مجالي الغذاء والتوزيع)، بالإضافة الى المستشفيات والمعدات والأدوية الطبية.
الوزير نحاس يذهب أبعد من قضية تصدير الكفاءات. يؤكّد على ضرورة توظيف الكفاءات اللبنانية في السوق الإيراني، لكنّه يُدلّل الى نقطة استراتيجية مهمة قد تُبدّل المشهد الإقليمي القابع تحت جمر الحروب. وفق قناعاته، أمام البلدين فرصة جدية لتطوير خط يربط بين لبنان وسوريا والعراق وايران، ما يعني الإفادة بين بيروت وطهران في شتى المجالات وإنشاء أنابيب غاز وخطوط نقل. باختصار، أمام لبنان آمال واسعة في السوق الإيرانية إذا ما أحسن القيمون عليه اقتناص الفرص” يختم نحاس.