كيف وقع إقتصاد تونس أسير للأزمة الروسية الأوكرانية؟
وكالة أنباء آسيا-
شيماء أحمد:
لقد شعرت تونس بتأثير الحرب الروسية في أوكرانيا من ناحيتين أساسيتين: اقتصاديًا ودبلوماسيًا، وفقا لتقرير أعده معهد كارنيجي.
وأوضح التقرير أن توني التي يعاني اقتصادها بالفعل من ضغوط هائلة، تتلقى ما يقرب من 80 في المائة من قمحها من أوكرانيا، ونتيجة للصراع، بلغت أسعار القمح في تونس أعلى مستوياتها منذ أربعة عشر عامًا، ما يجعل من الصعب على العائلات التونسية شراء الخبز والسلع الأساسية الأخرى.
كما يشعر التونسيون بآلام الارتفاع العالمي في أسعار النفط, والحكومة التونسية، التي تدعم الوقود، خططت لميزانيتها حول سعر النفط 75 دولارا للبرميل، ولكن مع ارتفاع أسعار النفط إلى حوالي 100 دولار للبرميل،اضطرت الحكومة إلى رفع أسعار الوقود مرتين في فبراير في محاولة لكبح العجز الهائل في الميزانية في البلاد – بحسب التقرير.
وقالت “سارة يركس” زميلة أولى في برنامج الشرق الأوسط في كارنيغي، أن تونس في خضم مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن حزمة من شأنها أن تساعد في معالجة هذه التحديات والعديد من التحديات الاقتصادية الأخرى التي تواجه البلاد، مثل ارتفاع معدلات البطالة، لكن الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو/ تموز 2021,،الاستيلاء على السلطة والتراجع الاستبدادي اللاحق وضع البلاد في مأزق مع المانحين الغربيين، مما أدى إلى تعقيد مفاوضات صندوق النقد الدولي.
وبحسب الباحثة؛ علاوة على ذلك،ساءت علاقة سعيد مع الغرب بسبب رد تونس الدبلوماسي على الغزو الروسي، وتحاول تونس مثل العديد من جيرانها العرب، السير على الخط الدقيق بين الحفاظ على علاقة جيدة مع روسيا، التي تعتمد عليها بشكل كبير في السياحة والتجارة، وتجنب تنفير الولايات المتحدة وأوروبا، التي لديها أموال ودبلوماسية, وسيكون الدعم حاسمًا للحفاظ على الاقتصاد التونسي قائمًا على قدميه.
وعلى الصعيد الدبلوماسي؛ أثار فشل تونس في معارضة الغزو الروسي لأوكرانيا غضب الغرب، ففي 28 فبراير/ شباط، ندد سفير الاتحاد الأوروبي في تونس بمحاولة تونس الحياد، قائلاً إن “البقاء على الحياد بين المعتدي والضحية يتخذ موقفاً”، لقد صوتت تونس لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2 مارس/أذار، الذي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن عند استقبال السفير الروسي الجديد في تونس بعد أيام قليلة، سلط وزير الخارجية التونسي عثمان الجيراندي الضوء على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين ورغبة تونس في تعزيز هذه العلاقة, وليس بالضبط الاستقبال الرائع الذي يسعى إليه الغرب لروسيا -بحسب ما أشار إليه التقرير.