كيف ستفقد الإمارات قوتها الإقتصادية بعد أن دكّ اليمنيون حصونها؟
موقع العهد الإخباري:
كشفت عمليات القوات المسلحة اليمنية على أبوظبي في الآونة الأخيرة “فقاعة الأمن في الإمارات”، خصوصًا أن استمرار هذه الهجمات يعني رحيل المستثمرين عنها، وكذلك العمالة الوافدة”.
وفي هذا السياق، أكّد الكاتب مرتضى حسين في مقالة نشرها موقع “انترسبت” أن” هذه الهجمات جاءت نتاجًا لتحويل ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد بلاده إلى محارب نشط في اليمن”.
وأضاف الكاتب أنّ “الإمارات أنشأت نظامًا اقتصاديًا وسياسيًا اعتمد على موقعها كملاذ آمن في منطقة غير مستقرة، ودفع ازدهارها الناس حول العالم للعمل والعيش والاستثمار فيها”، معتبرًا أنّ “نجاح الإمارات يُنظر إليه على أنّه فقاعة من الثروة الباهظة التي نمت وتطورت في الصحراء على مدى عقود قصيرة، بفضل العمال والمهنيين الوافدين، إلا أنّ هشاشة هذه الفقاعة برزت هذا الأسبوع عندما وصلت الحرب إلى أبواب الإمارات”.
وأوضح الكاتب أنّ “التآكل التدريجي للفقاعة الأمنية في الإمارات مرتبط بشكل كبير بالقرار الذي اتخذه ابن زايد، والذي رسم طريقًا حازمًا للبلاد في السياسة الخارجية، إذ لعب دورًا قياديًا في دعم تحالف العدوان على اليمن، ما أدى لجعل بلده محاربا نشطًا في النزاع الذي دمّر وأفقر بلد بأكمله”.
وبحسب الكاتب، هذا التحول في السياسة الخارجية جاء على خلاف السياسة التقليدية التي انتهجها قادة الإمارات، التي حافظت على علاقاتها مع بقية الدول الأخرى بالمنطقة، إذ كان القادة مدركين للطبيعة الهشة التي قام عليها نموذجهم الاقتصادي المعتمد على القوى الوافدة”.
وتابع:” لكن في ظل حكم ابن زايد، طمحت الإمارات لكي تتحول إلى قوة كبرى، ولعبت دورًا في الحملات العسكرية الأجنبية وتحالفت مع قوى خارج المنطقة مثل الولايات المتحدة لاحتواء قوى إقليمية مثل تركيا وإيران، وظلّت محصنة من تداعيات سياستها الخارجية حتى ضربت الصواريخ أراضيها”.
ولفت الكاتب إلى “خطورة استمرار هكذا وضع بالنسبة للإمارات، فعلى خلاف دول المنطقة التي يعيش فيها مواطنون أصليون، فإنّ ثروة هذا البلد تعتمد على بقاء ملايين العمالة الوافدة”، وقال:”لو تأثّر الأمن الذي يقوم عليه ازدهار البلد، فهؤلاء الأجانب سيخرجون بسرعة ويعودون إلى أوطانهم الأصلية، حاملين معهم أموالهم ومهاراتهم”.
ورأى أنّ “قادة الإمارات لا يزال لديهم الوقت لتصحيح المسار والعودة إلى الطريق التقليدي في التعامل مع المنطقة والتسويات التي ساعدت على حفظ الأمن المحلي، وهو النهج الواضح في تعامل سلطنة عُمان مع جيرانها، حيث تلتزم بدور الوسيط بين المتنافسين في الشرق الأوسط”.