كيف ستطهّر #تركيا حدودها مع #سوريا؟
لم تكن تركيا بحاجة أن تكتوي بنار الإرهاب حتى يبدأ مسؤولوها بالاستدارة السياسية في مقارباتهم للأزمة السورية.
فلا يكاد يمر يوم إلا وتشهد تركيا عملية أمنية باستهداف قواتها العسكرية أو تفجيرا إرهابيا يستهدف مدنييها والتي كان آخرها تفجير غازي عنتاب الذي راح ضحيته العشرات قتلى وأكثر من مئة جريح إثر استهداف انتحاري لعرس في المدينة ذات الغالبية الكردية.
الاستدارة التركية التي يجري الحديث عنها بكثرة هذه الأيام لم تتجاوز حدود التصريحات حتى اللحظة على لسان أكثر من مسؤول تركي كان آخرها تصريح وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو الذي قال بان الحدود التركية-السورية يجب أن تطهر بالكامل من جماعة داعش ومن واجب بلادي الطبيعي محاربة هذه الجماعة الارهابية في تركيا وخارجها.
واضاف اوغلو بان تركيا كانت دوما الهدف الاول لداعش وسندعم أي عملية ضد هذه الجماعة وسنحارب داعش حتى النهاية وسندعم أيضا المعركة التي تخوضها الدول الاخرى ضد هذه الجماعة الارهابية، تركيا فتحت قاعدتها الجوية في انجرليك امام التحالف ونحن لانسمح بهذه الجماعة على أراضينا.
إلا أن تركيا لا يمكنها محاربة الإرهاب الذي تمثله “داعش” بدعم جماعات إرهابية آخرى كما يجري الآن في الجهة المقابلة لمدينة جرابلس شمال شرق مدينة حلب ولا يمكنها محاربة الإرهاب بانتهاك القوانين الدولية عبر انتهاك سيادة الدولة السورية ودعم التحالف الأمريكي الذي يشن غارات في سوريا دون استئذان دمشق أو التنسيق معها.
هذا بصرف النظر عن نجاعة هذه العمليات وفعاليتها في احنواء الظاهرة الإرهابية في سوريا والمنطقة والعالم ولا يمكن الحكم بصدق تصريحات الحكومة التركية حيال تغيير ما في سياساتها حيال سوريا وهي تواصل عمليا إضعاف الدولة فيها.
أنقرة تحتاج لقراءة موقفها من مجمل الأزمة السورية خلال سنوات الأزمة واستبعادها الدولة السورية من رؤيتها لأفق الحل ودعمها لمختلف الجماعات المسلحة والتي شكلت الأرضية الأولى لظهور داعش في سوريا.
المصدر: موقع العالم